الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

المحرر باسم نزال يُزف إلى عروسه بعد عشرين عاماً من الزواج

من محمد السوافيري - هي الدمعات التي تأبى إلا وأن تنساب على وجنات أهالي غزة، فمن دموع الحزن إلى دموع الألم إلى أن وصل الموعد إلى حيث دموع الفرح، فمن ذاك اليوم المشهود الثلاثاء الثامن عشر من أكتوبر العام 2011، ولا زالت طبول الأفراح لا تنقطع ولا تصمت برغم الحزن الدفين، وصوت نساء غزة والضفة والقدس قد بُح وهن يزغردن لأبنائهن المحررين، وعصي وعكاكيز رجال وشيوخ غزة والضفة والقدس التي تلاحمت على ألحان الانتصار ونشوة الفرح، فرحاً بخروج أبنائهم أخيراً من الأسر بعد غيابٍ قسري طويل، فكل هؤلاء وعلى رأسهم الأسرى المحررين لازالوا يشعرون أنه لازالوا في حلم ولكنه طويل بعض الشيء هذه المرة.

هذا المشهد تماماً كما رسمه مراسل القدس حين قرر الأسرى المحررون وعشرات الشباب الغزيين أن يزفوا العريس المحرر باسم نزال (43 عاماً) إلى عروسه بعد أن غاب عنها لأكثر من 20 سنة في غياهب السجون الإسرائيلية.

وفي ليلةٍ سمر جميلة وبعد مهرجان ترفيهي أقامته جمعية واعد للأسرى، لمحرري صفقة التبادل الأخيرة، على شاطئ بحر غزة وبعد انتهاء جميع الفقرات، صعد أحدهم إلى منصة الحفل لينادي عبر مكبر الصوت: "هيا يا شباب .. هيا يا رجال .. لنزف أخينا العريس باسم نزال في هذه الليلة الجميلة إلى عروسه" .. وبالفعل لم يتأخر أحد حتى تحول الصحفيون والمنسقون والرسميون في المكان إلى شباب يزفون أخاهم العريس.

وسريعاً صعد أحدهم إلى المنصة ليلتقط الميكرفون ويلقي موالاً جميلاً أطرب به أسماع الحاضرين، ومضى في الإنشاد حتى تحول المكان إلى زفة عريس في ليلةٍ لم يتوقعها نزال بهذا الجمال، واعتبرها من أجمل ليالي عمره.

وتسارع الشبان في المكان فهذا يحمل العريس وهذا يصفق بيديه بكل قوة، وذاك يقبل العريس وابنه "سلاح" .. نعم سلاح إنه الابن الوحيد الذي أنجبه المحرر نزال ولكنه لم يتمكن من رؤيته طوال السنوات الماضية حيث كان "سلاح" جنيناً في بطن أمه، بعد ثمانية شهور فقط قضاها نزال مع زوجته.

شبان غزة كان يصفقون ويحملون العريس نزال وكأنهم يعرفونه منذ زمن بعيد، كيف لا وهو لا يعرف أحد من خارج السجون إلا أقاربه من الدرجة الأولى، فعشرون عاماً من الأسر في سجون الاحتلال كانت كفيلة بأن تنسيه أعز الأصدقاء إليه.

فرحة جميلة وابتسامات وقبلات، وزغاريد علت في المكان من أمهات المحررين وكانت أجملها تلك التي أطلقتها أمهات محرري القدس والضفة المحتلة فوجودهم في غزة، وفي هذا الحفل الترفيهي بالتحديد أضفى إليه رونقاً خاصاً ممتعاً لم يكن يحظى به أهل غزة لولاهم.

يقول "سلاح" مبتهجاً وهو يحمله بعض الشباب ليزفونه مع والده: "هذا اليوم فرح لوالدي وحُق له ولكل الأسرى أن يفرحوا ويرقصوا بعد أن منّ الله عليهم بالفرج بعد أن فقدوا الأمل إلا من الله أن يُفرج عنهم".

ويضيف سلاح (19 عاماً): "فرحتي اليوم لا توصف ولم أصدق يوماً أن أبي سيخرج من سجون الظلم الإسرائيلية، وأتمنى أن تعُم هذه الفرحة في ديار كل الأسرى وأسأل الله أن يكون ذلك اليوم قريباً".

أما وليد شقيق المحرر باسم فيقول: "نحن اليوم نزف أخي باسم لأنه لم يهنئ بعروسه أكثر من ثمانية أشهر حتى اعتقله الاحتلال، فمكث في السجن أكثر من عشرين عاماً وهاهو اليوم يخرج ومن حقه أن يُزف إلى عروسه مرة أخرى".

وأضاف: "ونحن اليوم بهذه الفرحة الجميلة نعوضه ولو بعض الشيء عن سنوات الحرمان التي راحت من عمره في السجون الإسرائيلية".

ويشير شقيقه وليد إلى أن هذه الفرحة كانت ممزوجة ببعض الألم حيث لم تكن هناك حيث مسقط رأسه في الضفة الغربية، بل كانت في غزة حيث أبعده الاحتلال إليها، لتلحق به زوجته ووالدته وابنه الوحيد

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024