فيديو- 'عين الزرقاء' محميَة
لورين زيداني
سبعة عقود مضت على وجود الحاج محمود حسن في وادي 'عين الزرقاء'، مستمدا من الأرض طاقة يجابه بها أطماع المستوطنين. يعيش معهم حالة مواجهة مستمرة، ويمنعهم بالوجود من الوجود.
'تعرضت عدة مرات للضرب، وأدخلت المستشفى مرتين بعد أن اعتدى علي المستوطنون. ما دمت على قيد هذه الأرض سأبقى حارساً لها، سأمنعهم من الدخول'، يقول محمود وهو يتحسس ندبة في ذراعه الأيمن خلفها أحد الاعتداءات.
في وادي 'عين الزرقاء' المنتصب على 400 دونم من أراضي قرى بيتللو ودير عمار وجمّالا شمال غرب رام الله؛ تحتل الأشجار الحرجية نصف المساحة، والنصف الآخر مزروع بحمضيات وجوافة وفاصولياء، ترتوي بمياه 103 عين موزعة على جنبات الوادي.
صنفت المنطقة محميةً ومنتجعا وطنيا عام 2010، بعد دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي للإنسان والطبيعة، شملت مسحا للنباتات والحيوانات والطيور.
بعد هذا التصنيف، ازدادت أطماع المستوطنين بالاستيلاء على المحمية، فراحوا يغلقون الطريق الرئيسية المؤدية لها في أعياد اليهود ومناسباتهم، وزادوا من وتيرة الاقتحامات والاعتداءات على السكان وأصحاب الأرض، في محاولة لتهجيرهم منها.
ليس المستوطنون وحدهم من يحول دون الوصول إلى 'عين الزرقاء'، فالطريق إليها وعرة وغير مؤهلة لعبور المركبات، مع أن السلطات المحلية باشرت بمشروع إعادة التأهيل.
يقول نائب رئيس بلدية الاتحاد رشيد عوض: 'عملنا لم يكن كافياً، كما أن انعدام البنى التحتية كالكهرباء والماء زاد الناس بعداً عن المحمية.'
محمد رضوان من قرية بيتللو يؤكد أن انعدام المقومات الأساسية في 'عين الزرقاء' جعل المواطنين ينتقلون للعيش بعيداً عنها، ويضيف: 'بعد أن كانت المنطقة تحوي 100 بيت على الأقل؛ لم يبق هنا سوى بيت الحاج محمود حسن يقطن فيه وزوجته'.
مدير دائرة التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية في سلطة جودة البيئة محمد محاسنة، دعا لوضع خطة إدارية متكاملة لتهيئة محمية 'عين الزرقاء'، لتكون ضمن الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية مستقبلا، بما يصون التنوع الحيوي فيها، ويحميها من أطماع المستوطنين.