صلاح زين الدين.. عمل بلا كلل رغم اقترابه من العقد الثامن
نفوذ البكري-
اعتاد الموظف صلاح زين الدين الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكر للذهاب إلى عمله.. وبعد وصوله لسن التقاعد لم يتوقف عن هذه العادة لا سيما انه يدير مكتبة خاصة بالعائلة ويتواجد فيها خلال ساعات الصباح ويتابع الأخبار عبر مواقع الانترنت ومحاسبة الزبائن ومعرفة الأسعار وتسجيل الإيراد عبر جهاز الكمبيوتر.
يقول زين الدين لـ "استراحة الحياة" ان عمره 78 سنة ونصف السنة وهو من مواليد 20/12/ 1937 ودرس حتى الثانوية العامة وعمل في مكتب بريد غزة لمدة 6 سنوات وبعد ذلك تقدم لامتحان مسابقة لمهندس مساحة وتمكن من العمل في مكتب الأشغال العامة في الفترة بين 1962- 1980 بدرجة رئيس قسم وبعد ذلك انتقل للعمل في مكتب البريد إلى أن حصل على التقاعد في العام 1996.
وعن الفرق في العمل بين الأشغال والبريد قال: في مكتب الأشغال كنت مسؤولا عن جيش من العمال لكن في البريد ترأست مسؤولية صندوق الأموال وتسجيل الصادرات والواردات المرتبطة برسوم الطوابع والدمغات وغير ذلك.
وعن مدى مشاركة المرأة في أماكن عمله ضحك وقال: في مكتب الأشغال لم توجد أي موظفة لكن في مكتب البريد كانت تعمل موظفة واحدة فقط في قسم التلغراف وانعكس هذا على زوجتي التي شعرت بالسعادة جراء عدم وجود الموظفات في مكان عملي.
وعن اللغات التي يعرفها قال زين الدين انه يتقن العبرية بحكم طبيعة عمله في فترة الاحتلال إضافة إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية اللتين كانتا ضمن المنهاج المدرسي.
وعن المشروبات المفضلة لديه قال انها ترتبط بالأعشاب مثل اليانسون والحلبة لا سيما انه طول فترة وظيفته كان يشرب القهوة والشاي وبعد التقاعد توقف عن تناول تلك المشروبات.
وعن فكرة إنشاء المكتبة قال زين الدين انه بعد تخرج ابنه محمد من الجامعة وهو اصغر أبنائه وعدم حصوله على فرصة عمل قرر افتتاح المكتبة بعد توفر المحل الخاص بالعائلة، مشيرا الى انه يواظب على الدوام في المكتبة منذ ساعات الصباح وينضم اليه بعض الأبناء والأحفاد خاصة حفيده الذي يحمل اسمه وتاريخ ميلاده أيضا يقترب من ميلاد جده.
وعن واقع النشاط لدى الشباب قال: بكل أسف لا يوجد لديهم النشاط المطلوب لأنهم لم يعتادوا على ذلك مثل الجيل السابق، مشيرا الى أن الجيل الشاب يتصف بالكسل والخمول خاصة في ظل انتشار البطالة وعدم مشاركتهم في النشاطات في ساعات الصباح.
وفيما يتعلق بعمله في المكتبة قال: العمل يرتبط بالمواسم الذي يزداد بالطبع مع افتتاح العام الدراسي وبعد ذلك يتم شراء الألعاب والحاجات البسيطة وتصوير المستندات وما شابه، لذلك عندما يشعر بالملل فانه يتابع الأخبار عبر مواقع الانترنت أو قراءة الصحف وبعض الكتب وهذا لا ينطبق على جيل الشباب الذي لا يقرأ بالشكل الذي يساهم في زيادة الثقافة والوعي.
ويحلم زين الدين بأن يتمكن من السفر والتجول في عدد من الدول، لكن عراقيل الاحتلال واغلاق المعابر تحول دون ذلك كما أن وضعه الصحي لا يسمح له بالانتظار على المعابر لساعات طويلة معربا عن أمله أن ينعم الجميع براحة البال والاستقرار والنشاط وممارسة الأعمال التي تتناسب مع قدرة الشخص للقيام بها على أن يتم غرس روح التفاعل والتكافل والترابط بين الجميع.
وان كان احتفل بعيد ميلاده قال: أيام زمان لم تكن العائلات تحتفل بذلك مثل الوقت الحالي الذي يتم إحياء المناسبات العائلية في فترات النجاح وأعياد الميلاد والشفاء وغيرها من المناسبات التي تساهم في خلق حالة من التواصل والفرح العائلي. -