في رمضان: المشهد في القدس فلسطيني بامتياز
راسم أحمد عبد الواحد
ما أن يأتي 'رمضان' من كل عام حتى ينفض المقدسيون آثار الاحتلال وينتفضون بفعالياتٍ وطقوسٍ واستعداداتٍ ضخمة تؤكد بمجملها أن المشهد في القدس هو فلسطينيُ بامتياز رغم كل إجراءات الاحتلال.
ولا يمكن للواحد منا أن يجتهد من أين يبدأ في القدس؛ فمسجدها المبارك يتزين كما كل حارات وأزقة وشوارع القدس العتيقة بأحلى وأبهى حُلل الزينة: من فوانيس ومصابيح رمضانية، وأحبال الزينة المتدلية والمضيئة، ولجان الحارات ولجان المتطوعين تطبع بصماتها في كل ركن من أركان وأزقة المدينة، وتنشط كثيراً في الأقصى المبارك الذي يحتضن أبناءه من كل المناطق ليؤكد التلاحم الأبدي بين الشعب ومسجده الذي خصّه الله بالبركة.
تجار القدس، خاصة في أسواق القدس التاريخية: خان الزيت، القطانين، العطّارين، الواد، السلسلة، اللّحامين، باشروا منذ أكثر من أسبوع في التحضير لشهر الصوم، وحشدوا في محالهم السلع الأكثر طلباً من قبل المواطنين في الشهر الفضيل، بحثاً عن ازدهار في أسواقهم التي تعاني حالة من الركود بسبب سياسات الاحتلال القهرية الطاردة.
يونس بدر 'أبو سيف' من تُجّار سوق العطّارين، قال لمراسلنا بأن تجار المدينة بشكل عام، والبلدة القديمة على وجه الخصوص، ينتظرون بفارغ الصبر حلول شهر رمضان وما يتبعه من عيد الفطر السعيد بفارغ الصبر لتعويض الخسارة التي تلاحقهم بسبب سياسات الاحتلال وأذرعه المختلفة، وأبرزها بلدية القدس العبرية التي تثقل كاهل التجار بالضرائب المتعددة والجنونية.
ولفت 'أبو سيف' إلى أن ما تم الإعلان عنه قبل أيام من منح تصاريح زيارة لمواطني الضفة الغربية، وتخفيض سن الدخول إلى القدس من 55 عاماً إلى 40 خلال شهر رمضان، ستنعش الحركة التجارية في المدينة وأسواقها، وتعوضهم عن حالة الركود التي سادتها خلال أشهر السنة الماضية.
من جانبه، قال تاجر الحلويات في سوق خان الزيت محمد سليم إن مطاعم المدينة تغلق أبوابها في شهر رمضان، وعدد منها يخصص أيام الشهر لبيع الحلويات وأشهرها القطايف بالجبن وبالجوز، بالإضافة إلى بيع العصائر المختلفة.
ويفضل الوافدون إلى القدس شراء الكعك المقدسي المشهور بالسمسم، ويقتنون المزيد منها لتقديمها كهدايا لذويهم عند عودتهم.
من جانبه، ناشد محافظ القدس ووزيرها محافظ القدس عدنان الحسيني، المواطنين الفلسطينيين زيارة مدينة القدس في رمضان، بهدف العبادة في الأقصى المبارك والتسوق من الأسواق المقدسية العربية.
كما ناشد المفتي العام لفلسطين الشيخ محمد حسين المواطنين إلى الالتفاف حول مسجدهم الاقصى في رمضان وغير رمضان، مشددا على أهمية المحافظة على حرمة الشهر الفضيل.
وكانت لجان الأحياء والحارات الشعبية والأوقاف الإسلامية أتمت تزيين شوارع وأسواق وحارات القدس العتيقة في رسالة تؤكد للجميع أن القدس مدينة فلسطينية بامتياز.
ويتميز نشطاء حارة باب حطة بابتكار أفكارٍ خلاّقة لتزيين الشارع المُفضي من الحارة الى المسجد الاقصى، ويقول سامر خليل، المتحدث باسم لجنة باب حطة أنه ومنذ 15 عاما تأخذ لجان الحارات والأحياء المقدسية على عاتقها تزيين المنطقة بأجمل الصور وأحبال وفوانيس رمضان المُضيئة، فضلاً عن ترتيب أمور الحارة الداخلية والعمل الاجتماعي والديني، واستقبال شهر رمضان المبارك، وكل ذلك بتمويلٍ من أهل الخير.
بدورها، أنهت طواقم تابعة لشركة كهرباء محافظة القدس تزيين شوارع وأحياء المدينة المقدسة بالأحبال المضيئة وبلافتات الترحيب بالوافدين إلى الأقصى، خاصة شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان وسط المدينة.
من جانبها، أنهت الأوقاف الإسلامية استعداداتها لاستقبال عشرات الآلاف من الوافدين إلى الأقصى في شهر رمضان، فيما يتوقع أن يصل عدد المصلين في الجمعة الأولى من الشهر الفضيل بالمسجد الأقصى إلى نحو 300 ألف مصل، ما يرفع درجة وحالة الاستعداد لدى الأوقاف واللجان العاملة معها في الأقصى، خاصة عناصر الكشافة، والجمعيات التي تتولى تقديم الإفطارات الجماعية المجانية برحاب المسجد المبارك.