في غزة من يستحق الحياة
"في غزة من يستحق الحياة" يقول (م .س) وهو شخص متوسط الدخل يعيش في مدينة غزة، هذا عنوان لحكاية اسرة ضاقت بها الدنيا واشتدت عليها الحاجة، فطرقت أبواب المنازل في قطاع غزة لتطعم اطفالها.
نترككم مع بقية الحكاية كما وردت عبر البريد الإلكتروني:
الزمان: الساعة العاشرة صباحا، المكان: شمال قطاع غزة،
دق جرس المنزل، سألت من بالباب، فكانت امرأة، أرسلت لها زوجتي حتى تعلم مطلبها، شابة تبادلت التحية مع زوجتي، وتطلب منها يد العون والمساعدة، دخلت زوجتي المنزل وحدثتني بأنها فتاة تطلب المساعدة، وكان ردي أن أعطيها مما هو متوفر لدينا، بقي الفضول يدور في ذهني زوجتي وهي تختار لها ما تعطيها إياه مما توفر في منزلنا، وعندما ذهبت تعطيها المساعدة، سألتها في احراج وتردد تام، ما الذي يجبر فتاة في مقتبل عمرها على التسول، وكان حينها صوت زوجي يعلو صوتي بأن أدخليها المنزل تسرد لنا مشكلتها التي تعانيها، حتى لو استطعنا أن نقدم لها المزيد من المساعدة، دخلت المنزل وكانت نظرتها تحدق مكان وطأة قدميها، جلست أنا وزوجي والفتاة وأخذت تسرد لنا حكايتها، وبعد سؤالي لها ما الذي يجبرك على التسول ومد يدك للغير؟!
في البداية عرفتني عن نفسها: أنا متزوجة وحامل ولدي 4 أبناء أكبرهم 7 سنوات وجلهم مرضى وزوجي مصاب بمرض الربو ولا يستطيع العمل وضاقت بنا الدنيا واشتدت علينا الحاجة، ولا يوجد من يعيلنا وهذا ما يجبرني على فعل ما اقوم به حتى استطيع ان أطعم أبنائي وأعيل زوجي على ما هو عليه.
فسألتها : كم عمرك وعمر زوجك فردت
انا عمري 27 عاماً وزوجي عمره 30 عاماً ونقيم في منزل مستأجر قديم لا يصلح حتى لعيش البهائم ننام انا وأولادي وزوجي في نفس الغرفة حيث الجرذان ترافقنا السكن فيها ولا يوجد في البيت مطبخ وحتى دورة المياه لا تصلح للاستخدام.
كانت علامات الاستهجان تسرق ملامح وجهي مما أستمع له، وكان سؤالي "وكيف قادرين على فعل هذا وبماذا تطهون طعامكم".
ردت قائلة : نحن لا نملك في منزلنا من الأجهزة الكهربائية والمنزلية غير جهاز تلفاز مستعمل حصلنا عليه من احد الجيران :
فأستغرب ما قالت من حديث وهذا ما جعلني اطلب عنوان منزلهم لأتأكد من ما تقول وهل يوجد بالفعل مثل هذه الأسر تعيش في هذا الحال :
وبالفعل قمت بتدوين عنوان المنزل وبعد ان سألتها متى ستعود الى منزلها ويكون زوجها متواجد لكي استطيع زيارتهم بدافع العمل على مساعدتهم .
وبعد ساعتين من هذا اللقاء توجهت الى العنوان الذي أعطتني اياه تلك المرأة وعند وصولي الي المكان ( اقصد منطقة سكن هذه العائلة ) قمت بسؤال احد أصحاب المحال التجارية في المنطقة عن العنوان ودار الحديث التالي :
انا : السلام عليكم ممكن تدلني على عنوان فلان ( اقصد زوج المرآة المتسولة)
صاحب المحل : نعم اعرف هذا الرجل وأشار الي العنوان متسائلاً ما الأمر
انا : أريد ان أتحري وضعه وان أحاول ان أقدم له المساعدة وهنا وجهت سؤال لصاحب المحل هل ممكن ان تخبرني ما تعرفه عن هذا الرجل
فرد قائلاً : بارك الله فيك وجزاك الله خيراً مشيراً الي شدة حاجة الرجل للمساعدة حيث تحدث عن سوء حالة الرجل وشدة حاجته للمساعدة .
ووقتها توجهت الى مكان سكن الرجل فوجدتها هي وزوجها يشير الي منادياً هنا هنا.
فستأذنهم بالدخول فوافقوا فوجدت ما تحدثت به تلك المرآة صحيح ودار بيني وبين زوجها والذي يكنى بـ ( أبو أسعد ) الحديث التالي :
انا : لماذا لا تعمل؟
قال انا مريض بالربو حيث اخرج من جيبه بخاخ للربو مستعمل اياه وهو يلهث وقد اخرج لي تقرير طبي يوضح مدي مرضه حيث تحدث قائلاً كنت قبل حرب غزة املك عربة يجرها حمار اجمع من خلالها البلاستيك من الشوارع وأبيعه لمصانع إعادة التدوير ولكن في الحرب تم قصف المسجد المجاور لمنزلنا حيث كان بجواره يرقد الحمار مع العربة وقد تم هلاكهم أثر ذلك القصف وحتى الان لم أعوض بهم .
فقلت له هل كانت تغطي مصاريف بيتك هذه العربة.
فرد قائلاً : نعم والحمد لله كانت تسترنا وتمنعنا من الحاجة
وهنا تدخلت زوجته قائلة : هذه العربة كانت ذات دخل محدود جداً وأعتقد أن الوضع وقتها والآن واحد
وهنا رد زوجها : نعم كان الدخل محدود جداً ولكن كانت سترانا وتمنعنا من الخروج للتسول
وهنا تداركت أن خروج المرآة فعلاً من شدة الحاجة
فسألت وقتها : هل يوجد لديكم أقرباء يساعدونكم
فردوا لا يوجد اليوم أحد يشعر بالأخر اذا كان جيراننا نطلب منهم ماء للشرب يرفضون وهو مجرد ماء
فقلت وكيف تشربون
رد الرجل نشرب من مياه الحنفية والجميع يعرف مدى ملوحة هذه المياه وصعوبة تقبلها للشرب للكبار فكيف يشرب منها أبناءها الصغار.
فوقتها عاهدت نفسي ان اقوم بنقل واقع هذه الأسرة اليكم حتى يعلم بها من يريد ان يتاجر مع الله فما عندكم يذهب وما عند الله باق فجودوا بما جاد الله عليكم وهبوا لمساعدة هذه الأسرة الفقيرة
أخواني أشهد بالله العظيم ان كل ما تقدم من كلام هو صادق وسليم ولا يوجد اي نوع من التعظيم في الشأن وبإمكانكم التواصل مع هذه الأسرة للتأكد من ذلك .
فهذا رقم جوال لهذه الأسرة لمن أراد ان يقدم لهم يد العون والمساعدة
0595206531
وبارك الله فيكم
أترككم مع بعض الصور من منزل هذه الأسرة