الخليل العتيقة تتزين بالمصابيح والمصلين
وسام الشويكي- إزدانت البلدة القديمة في الخليل بالمصابيح والإنارات ابتهاجاً بشهر رمضان، فيما تشهد هذه الأيام أسواقها حركة تجارية محدودة في ظل توجه المواطنين إلى الحرم الإبراهيمي، رغم إجراءات الاحتلال.
وقامت بلدية الخليل بتزين المدينة وبلدتها القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي ابتهاجاً بالشهر الفضيل، وأطلقت لجنة اعمار الخليل بالتعاون مع اللجنة التنظيمية في البلدة القديمة نشاطا ادخل الفرحة والبهجة لقلوب المواطنين واسعد أصحاب المحلات التجارية والمتسوقين.
ويركز المواطنون خلال الشهر الفضيل على تأدية الشعائر الدينية في الحرم وتكثيف زيارتهم للبلدة القديمة وإعادة الحياة بها من جديد رغم ما تفرضه سلطات الاحتلال من عقبات أمام سكان المدينة، وتعج هذه الأيام بالمواطنين الزاحفين إليها في أجواء تملؤها الحياة والروحانية الدينية.
ويؤكد المواطن عرفات ابواسنينة حرصه الصلاة في مسجد السنية أو القزازين بالبلدة القديمة، خاصة صلاة العصر، طوال شهر رمضان. وقال المواطن أسعد الكركي إنه يعتاد على التسوق من البلدة القديمة كل شهر رمضان "لأن فيها المتعة للماضي والتراث.. وأشعر بروحانية رمضان فيها". فيما يشعر خليل السعدة "بالفخر والاعتزاز بالبلدة القديمة التي تحفظ تاريخ الخليل كله"، معرباً عن أمله أن تعود الحياة الى البلدية كماضيها؛ حينما كان الصخب والحيوية لا يفارقانها على الدوام. ويعتاد المواطن "أبوعبد" على اصطحاب أبنائه عصر كل يوم في رمضان للصلاة في الحرم الابراهيمي.
وتحتضن البلدة القديمة عدة مساجد، فإضافة الى الحرم الإبراهيمي، يوجد فيها مساجد السنية والقزازين وابن عثمان والكيال والعمري والأقطاب والبركة، من أشهرها مسجد السنية الذي يحوي باحات واسعة مزروعة بالعنب، ومسجد القزازين الذي يقع على بركة ماء كبيرة، وكان يرتاده المصلون والمواطنون لموقعه في وسط المدينة العتيقة.
وتتعدد الدعوات، من مواطنين ومسؤولين على السواء، بضرورة تكثيف الحضور إلى مساجد البلدة القديمة وأحيائها في مختلف الشهور، خاصة رمضان، والعمل على تعزيز هوية المنطقة وحمايتها من غول الاستيطان وعربدة المستوطنين.
وأكدت البلدية حرصها على توفير ما يلزم سكان المدينة خاصة في الشهر الفضيل لما يحمله من أهمية دينية، وأنها تولي اهتماما في تزين أرجاء المدينة وأشكال مختلفة تضفي عليها الأجواء الرمضانية والروحانية رونقاً خاصاً.
وقال رئيس البلدية د. داود الزعتري إن الخليل مدينة تاريخية تستحق أن تكون مميزة لما مرت به من حقب تاريخية، لافتا الى أنها ستنظم أمسيات رمضانية روحانية جميلة كنوع من التغير لسكان المدينة عبر مراكزها الثقافية والشبابية المنتشرة في المدينة.
وتحمست مجموعات شبابية من أهالي البلدة القديمة لتزيين المحلات التجارية والأسواق المؤدية للحرم لتصبح الأسواق أكثر حيوية ونشاطا وتفاعلا وذات بهجة جمالية.
وأوضح عماد حمدان مدير عام اللجنة أنها تسعى لتحدي سياسة الاحتلال الهادفة إلى إفراغ البلدة القديمة من خلال تشجيع المواطنين للتسوق وزيارة البلدة القديمة خلال شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن اللجنة ستستمر بالشراكة مع أهالي البلدة القديمة وباقة من المؤسسات المحلية في تنفيذ أنشطة وفعاليات وأمسيات خلال أيام هذا الشهر الكريم، حيث أن هذا النشاط الأول ضمن سلسلة من الأنشطة الدينية والترفيهية والاجتماعية بتمويل من بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل.
ودعت اللجنة أهالي البلدة القديمة وأصحاب المحلات التجارية بتكثيف جهودهم للنهوض بواقع البلدة القديمة لتكون محطة جذب وإقبال السائحين من مختلف أنحاء العالم.