ضابط في جيش الاحتلال: "إنسانيتنا" في غزة أدت إلى مقتل جنودنا!
- التحقيقات السابقة مع عشرات الجنود انعكست على أدائهم الميداني
ادّعى قائد إحدى كتائب جيش الاحتلال التي شاركت في حرب غزة الأخيرة، أن "إنسانية" جنوده خلال المعارك أدت إلى وقوع خسائر في صفوفهم، داعياً لوقف التحقيقات الجنائية مع الضباط والجنود بسبب شبهات بارتكابهم جرائم خلال المعارك.
وقال هذا الضابط، إن "قلق الجنود والضباط من اتهامهم بارتكاب جرائم حرب، دفعهم لاتخاذ إجراءات احترازية أدت في بعض الحالات لمقتلهم أو إصابتهم".
وفي حديث لصحيفة "هآرتس" قبل صدور تقرير "المحكمة الجنائية الدولية"، قال الضابط إن "الجيش اتخذ إجراءات مبالغ فيها خلال العمليات القتالية الأخيرة"، مضيفاً "ليس لدي شك أننا كنا إنسانيين بشكل كبير خلال الحرب، والإجراءات الاحترازية (لتجنب إصابة مدنيين فلسطينيين) أدت إلى خسائر في صفوف الجنود".
وقال الضابط إن التحقيقات مع عشرات الجنود أدت إلى خلق حالة ضغط عليهم وقادتهم، فانعكست على أدائهم الميداني في المعركة، وستؤثر على قدراتهم القتالية في حالة تم استدعاؤهم للقتال مستقبلاً في قلب مناطق سكنية.
وأوضح: "في إحدى الحالات تم الكشف عن نفق على بعد 200 متر عن أحد المنازل المكون من ثلاثة طوابق، وقرر قائد اللواء بعد التشاور معي أن لا يتم هدم المبنى، بل اتخاذ إجراءات احتياطية أخرى، تضمنت إقامة ساتر ترابي مرتفع حتى يحتمي الجنود خلفه. لاحقاً وصل قناص فلسطيني إلى المنزل وأصاب أحد الضباط بجروح بالغة.. حينها فقط تم هدم المنزل".
في حالة أخرى يقول الضابط "تم تحديد موقع إطلاق قذائف هاون باتجاهنا، وكان الموقع يبعد 20 مترا عن مدرسة، فلم نقم بالرد بقصف المدرسة، كنا نحمل أدوات تحديد الموقع التي تشير إلى مواقع المدارس والمواقع التي تحتوي على فارّين من المعارك، وكانت المرة الوحيدة التي أصابت قذائفنا مدرسة، عندما أطلقنا قذائف باتجاه خلية إطلاق هاون، إذ أخطأت إحداها هدفها بنحو 200 متر وقتل مدنيون خطأ".
وأضاف الضابط أن "التحقيق معه ومع ضباط تحت إمرته في هذه الحادثة كان إجراءً مبالغاً فيه"، وقال "هذا ليس تحقيقاً عملياتياً، بل جنائياً يسعى للبحث عن متهمين. لست قلقاً على نفسي، ولكن ماذا سيكون موقف رائد أو من هم أقل منه ممن شاركوا في عملية القصف؟ أخشى أن يقوم هذا الرائد في المرة المقبلة بالسعي للحصول على كل (الأذونات) من سلسلة القيادة المسؤولة عنه، فيؤخر عملية قصف ضرورية، لأنه خائف من الشرطة العسكرية، لدقائق بدلاً من ثوانٍ، وهذا سيضرّ فعاليات الأداء، وقد يشكل خطراً على حياة الجنود".
ويدعو هذا الضابط إلى حصر التحقيقات الجنائية في الحوادث وقعت نتيجة إهمال واضح، أو فيها شبهات بجرم مقصود، مثل النهب أو قتل المدنيين عن سبق إصرار، أما الحوادث خلال المعارك فيجب ألا يتم التحقيق فيها".
وقال "لم نطلق النار دون سبب، ولم نبالغ في إطلاق الذخيرة، وعندما دخلنا أحد الأحياء، بعد إخلائه من المدنيين، قصفنا عشرة منازل، انفجرت منها سبعة بسبب تفخيخها من قبل مقاتلي حماس، ولو دخل جنودنا إليها لوقع في صفوفهم الكثير من القتلى والجرحى".