رمضان الكريم شهر للصلاة و الصوم .. ولـ"الطّوشات" أيضاً !!
مهند العدم - من بين المعلومات المفيدة لتجنب الغضب و حالات الكآبة، ينصح خبراء التغذية بتناول الأسماك و "الشوكولاته" و خبز القمح و الحليب ومشتقاته؛ فيما اللحوم الحمراء التي لا يطالها معظم الصائمين و مشروبات الطاقة قد تساهم، إلى جانب الجوع و العطش، في "تعكير المزاج"؛ حد أن بعضنا من الصائمين ( بمن فيهم أولئك المحرومين من اللحوم الحمراء ) قد "يتعكّرون" حد "التّطاوش" مع الذّباب الذي يحوم حول وجوههم ..
في الأيام الأربعة الأولى من "رمضان الكريم"، سجلت البلاغات عن شجارات بالحجارة والهراوات و السكاكين الواردة لمراكز الشرطة الفلسطينية في المحافظات المختلفة أرقاما قياسية، حد أن بعض الظرفاء ممن لديهم معلومات تغذوية اقترح على الشرطة ( لكي تخفف من الاعباء الملقاة عليها خلال رمضان ) "المباشرة في حملة لتوزيع "الشوكولاته" على المواطنين، مجانا" !
قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الشرطة الفلسطينية المقدم لؤي ارزيقات في حديث مع القدس دوت كوم، أن عدد الشجارات في الأيام الأولى من "رمضان المبارك" سجل تصاعدا ملفتا ( 148 شجارا )، حتى أن الشجارات العائلية المسجلة ( 20 شجارا ) خلفت إصابات ومعتقلين و أضرارا في الممتكات؛ ما استدعى توقيف نحو 150 شخصا و زاد من الأعباء الملقاة على عاتق الشرطة.
وأوضح المقدم ارزيقات في الخصوص ان الخليل سجلت خلال رمضان اكبر عدد من الشجارات، حيث تم تسجيل 71 شجارا ( اعتقل إثر شجار واحد 51 مشاركا ) وفي جنين سجل 36 شجارا، وفي بلدة العبيدية 14، وفي رام الله 8 شجارات، وفي طوباس 12 شجارا، أما في نابلس فقد بلغ عدد الشجارات13 ؛لافتا إلى أن معظم الشجارات حدثت على خلفيات بسيطة : إثر مشاكل مالية، وخلافات على حدود بين قطع أراضي، وشجارات بين اطفال تطورت لاحقا الى شجارات عائلية.
من جهته، قال مستشار التغذية كفاح القواسمي في حديث مع القدس دوت كوم، أن أنواعا من الأطعمة التي يتناولها المواطنون في "رمضان" تساهم، إلى جانب أشياء أخرى، في صياغة الحالات النفسية، مشيرا في المجال إلى أن الأسماك و "الشوكولاته" و المعكرونة و خبز القمح و المعجنات و الحليب ومشتاقته، ولحم الدجاج و"الأفوغادو" وا لفصوليا و الموز، وتناول ثلاثة فناجين من القهوة في اليوم، اضافة الى التعرض لأشعة الشمس لمدة ربع ساعة وممارسة الرياضة، كل ذلك من شأنه أن يخفف من الضغوط النفسية؛ بينما تساهم الأطعمة المقلية و الوجبات السريعة و اللحوم الحمراء و "المرتديلا" و "التشبس" و الأغذية "الدّايت" و مشروبات الطاقة ( والحديث للقواسمي ) - تساهم في تعكير المزاج و الحالة النفسية .
بدوره، أشار الخبير النفسي والمحاضر في جامعة بيرزيت الدكتور موريس مقلة في حديث مع القدس دوت كوم – أشار الى وجود علاقة بين "الجوع البيولوجي" ( جوع المعدة ) و"الجوع الاجتماعي الايديولوجي" وسلوكيات الأشخاص وتصرفاتهم؛ فالصيام والجوع بأنواعه يؤثران على مستوى الدوافع وسلوكيات الأشخاص، لافتا إلى أن الدوافع بفعل الجوع ( لدى الصائمين ) تبدأ في التلاشي بعد 3 أو 4 أيام من بدء الصيام.
الدكتور "مقلة" الذي يرجع سلوك الصائم وردات فعله إلى مستوى فهمه و تمثله للمعنى الروحي للصيام، أشار إلى أن الاشخاص الذين يفهمون الصوم على أنه "جوع معدة" يعانون، غالبا، من العصيبة و "النرفزة" و التفوه بالفاظ جارحة، معتبرا أن الزيادة في عدد حوادث السير مع اقتراب موعد الافطار ناتجة عن تأثر كثير من الصائمين بـ"جوع المعدة".