مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الفتى صالح الأعرج.. يهزم الاحتلال ويصلي في 'الأقصى'

 (يامن نوباني)
هو شوقهم العظيم لملاقاة أقصاهم، شوق الفلسطينيين كبيرهم وصغيرهم، يدفعهم لاختراع وسائل جديدة للتخلص من الحاجز والجدار العنصري، والاجراءات المشددة التي يفرضها الاحتلال على مدينة القدس المحتلة، والوصول الى المسجد الأقصى، أغلى ما يملكون.

صباح اليوم، الجمعة، ظهر الفتى صالح هيثم الأعرج (13 عاماً) من مدينة طولكرم، في صورتين بثهما اعلام الاحتلال، وتناقلتهما المواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بكثافة، وهو يرتدي لباس الصلاة الخاص بشقيقته، ويحاول اجتياز حاجز قلنديا العسكري، حتى يتمكن من دخول المسجد الأقصى، حيث نشرت الصحف الاسرائيلية ما اعتبرته انجازا بسيطا، بالقاء القبض على أطفال تنكروا بزي فتيات لدخول القدس، وقالت إن 'مقلبهم' جرى كشفه، حيث بثت بعد صورة صالح بساعات قليلة صورة لطفل آخر بزي صلاة فتاة على أحد الحواجز القريبة من مدينة بيت لحم.

في الصورة الاولى تمسك جندية 'صالح' وهو بكامل زي الصلاة، وفي الصورة الثانية يخلع عن نصفه العلوي ذلك الزي، ويبتسم لأن وسيلته لم تشفع له بالمرور. قبل أن يحاول ثانية عبر طريق التفافي، يُسميها الاحتلال 'غير شرعية'، ويُطلق عليها الشباب الفلسطيني 'تهريب'، ثم ينجح في الدخول والصلاة.

يقول هيثم الأعرج، والد الفتى صالح، 'في ساعة مبكرة من الصباح رأى صالح جدته تستعد للذهاب الى المسجد الأقصى، فتعلق بها، وطلب منها اخذه معها، لكنها رفضت أول مرة، وقالت له: لن يسمحوا لك بالدخول، لكنه أصر على طلبه، وحمل معه ملابس الصلاة الخاصة بشقيقته روزان '12' عاما.

ويضيف الأعرج الاب، كُنت نائما قبل أن توقظني أم صالح وهي مذعورة وتخبرني أنها رأت صورة صالح على وسائل التواصل الاجتماعي، بيد جنود الاحتلال على حاجز قلنديا، وطمأنتها من أنهم لن يعتقلوه، وأنه سيعود سالما، ثم اتصلت به واخبرني أنه سيدخل مع الشبان الذين أعادهم الحاجز، بطريقة 'التهريب'.

أما صالح، والذي وصل لبيته في مدينة طولكرم في التاسعة مساءً، بعد رحلة شاقة استمرت 13 ساعة، عائدا من القدس، فيقول: هذه أول مرة أحاول فيها دخول القدس للصلاة في المسجد الأقصى، وحين سمعت أن الاحتلال لا يمسح للاطفال بالدخول، خبأت ملابس الصلاة الخاصة بشقيقتي روزان أثناء الليل، وفي الصباح حاولت جدتي 'هلال الأعرج' منعي من الذهاب معها، لكني أصررت على الذهاب وقلت لها: لا تخافي معي ملابس صلاة روزان، والحاجز يسمح بدخول الفتيات، سيظنون فتاة ويدخلونني.

ويضيف صالح، خرجنا من طولكرم في الثامنة صباحا ووصلنا حاجز قلنديا في العاشرة والنصف صباحا، وحين وصلت قريبا من الجندية دققت في ملامحي ثم خلعت عن رأسي ملابس الصلاة، فتبسمت، ولم اشعر بالخوف، وطلبت مني العودة، لكني لم أخرج من طولكرم لأعود، خرجت لأصل الاقصى. ابتعدت عن الحاجز وذهبت مع شبان كبار لم يسمح لهم الاحتلال مثلي بالدخول ودخلنا تهريب، وصليت الظهر والعصر في قبة الصخرة، والتقيت بجدتي وعمتي، وطلبت منهن أن نتجول في أسواق القدس لأشتري لأشقائي الصغار حلوى من القدس، واشتريت ووزعتها عليهم، وفرحوا.

لا يعادل فرحة الفلسطيني شيء حين يدوس بقدميه تراب القدس، ويُحني جبينه بأرضية المسجد الأقصى، ولا تستطيع دولة الاحتلال بكل ما تملك من سلاح وصراخ وقمع وارهاب وحواجز وحصون وجدار وأسلاك شائكة وأوامر عسكرية منع إصرار طفل فلسطيني، قطع مسافة '99' كيلومتر، من مدينة طولكرم إلى مدينة القدس، ضاعفتها الطرق البديلة وغير الآمنة، ليرفع يديه: الله اكبر.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024