تكية خاصكي سلطان.. وجهة الفقراء في القدس
ديالا جويحان - منذ أكثر من 500 عام وتكية خاصكي سلطان في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، تقدم الوجبات الساخنة للمحتاجين والفقراء، مسلمين ومسيحيين وطيلة أيام السنة.
وفي شهر رمضان تتوافد أعداد كبيرة من المواطنين الى التكية، للحصول على ما يسد احتياجاتهم في ظل الظروف والحياة الصعبة التي يمر بها المواطن الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة.
يقول الشيخ عزام الخطيب-التميمي مدير عام أوقاف القدس في حديث خاص لموقع "الحياة الجديده" إن دائرة الاوقاف الاسلامية، عبر لجنة برئاسة صندوق الزكاة تشرف على تكية خاصكي سلطان، وفي شهر رمضان المبارك يتم تقديم الوجبات الساخنة يومياً بدعم من جمعية الهلال الاحمر الاماراتي-أبو ظبي، وتضم الوجبات المقدمة اللحم والدجاج والارز والخبز، وهي مفتوحة أمام جميع المواطنين.
وتقدم التكية نحو 200 كيلو من الدجاج يومياً ، و120 كيلو من اللحم لما يزيد على 600 شخص طوال العام، وفي شهر رمضان يرتفع العدد أضعافا، لما تشهده المدينة المقدسة من ازدياد في معدلات الفقر.
ويقول الحاج عبد الله عجاج مشرف تكية خاصكي سلطان، إنه يعمل منذ عام 1989 في تقديم الوجبات الساخنة للمحتاجين والفقراء طوال العام.
ويشير عجاج إلى أن أصل التكية يعود الى عام 1552، حين بنيت بأمر من روكسلانة زوجة السلطان سليمان القانوني لإطعام الفقراء وطلاب العلم والوافدين إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك. وتتداخل أبنية التكية مع أقسام عديدة من مبنى سرايا الست طنشق المظفرية (دار الأيتام الإسلامية).
أما الطباخ سمير جابر، والذي يعمل منذ تسع سنوات، فيشعر بالسعادة لقيامه بتقديم وجبات الخير للمواطنين سواء في شهر رمضان او باقي أشهر السنة.
وتقول طفلة تدعى منى إنها تقصد التكية طوال العام لما تعانيه عائلتها من أوضاع اقتصادية صعبة، إذ لا يستطيع والدها تأمين احتياجات العائلة المكونة من سبعة أشخاص.
وأشارت مواطنة فضلت عدم ذكر اسمها، انها تعيش ظروفا صعبة بعد وفاة زوجها، الى جانب الضرائب الباهظة التي تفرضها سلطات الاحتلال عليها كباقي أبناء القدس، ما يحول دون تأمين قوت الحياة اليومية، لذلك فإن التكية هي المكان الوحيد التي تستطيع اللجوء اليه دون خجل من وضعها الصعب.
وتتكون التكية من فرنين، ومطبخ، ومتوضأ، وغرفة ضريح، وأوقفت عليها عقارات كثيرة في أنحاء فلسطين، وهي من أهم المنشآت التي أقامها العثمانيون في القدس.
وتقع التكية في الجهة الشرقية من السرايا، ويتم الوصول إليها عبر مدخل السرايا الشمالي في طريق عقبة المفتي، ويؤدي إلى ساحة مكشوفة، توصل بدورها إلى درجات حجرية، تؤدي إلى ساحة مكشوفة أخرى، ويقوم في جانبيها الشمالي والجنوبي الفرنان الحجريان، وهما فرنان كبيرا الحجم مربعا الشكل تقريباً،ويقوم المتوضأ في الجانب الشرقي منها، وهو خزان حجري. وفي أعلاه واجهة حجرية شبه مربعة.
وتقع غرفة الضريح جنوبي المطبخ، وهي ذات بناء حجري، مربع الشكل، ويعتقد أن الضريح للشيخ سعد الدين الرصافي.