"فانوس" رمضان.. بهجة الأطفال في غزة
سهاد الربايعة - تزينت معظم المحال التجارية والشوارع في قطاع غزة بالأعلام الصغيرة الملونة والفوانيس ذات الأحجام المختلفة التي تصدح بالأناشيد الرمضانية معبرة عن فرحة المواطنين خاصة الأطفال بقدوم شهر الخير والبركات, وتردد الشفاه الصغيرة اغاني رمضانية, فيما تحمل زهرات فوانيس رمضان ذات الألوان والأشكال المختلفة والمصنوعة من المعدن التي تشع بإضاءة جذابة. ويعد الفانوس الرمضاني من العادات المتجددة والطقوس المعهودة في الشهر الفضيل ودلالة على قدومه, فلا تخلو البيوت والشوارع الغزية منه طيلة شهر رمضان الكريم.
أسعار جيدة
بلال أبو محل من مخيم النصيرات ذكر أن ذروة بيع الفوانيس الرمضانية تكون أول أيام شهر رمضان، مبينا أن أسعار الفوانيس تختلف حسب الحجم والجودة. وأضاف ان القوة الشرائية في رمضان لهذا العام كانت أفضل من سابقه والأطفال ابتهجوا كثيرا بحمل الفوانيس التي تزينت بها شوارع المخيم قبل بدء رمضان بأيام, مشيرا الى أن اختلاف أنواع الفوانيس وأحجامها أعطت فرحة لكثيرين منهم, فبعض الفوانيس تصدح بالأناشيد الرمضانية وأخرى تضيء بألوان مختلفة, والأسعار جيدة ترضي وتناسب جميع الأذواق. وتابع: "أسعار الفوانيس تتراوح تبعاً لحداثة شكلها، بين خمسة و10 شواقل للتي تحمل الشكل الشعبي التقليدي, و 15 و20 شيقلا للتي تضيء بواسطة بطارية وذات حجم كبير. خالد أبو القمصان عامل في محل العاب قال ان غالبية الفوانيس تنفذ في أول أيام شهر رمضان, مشيرا الى أن الإقبال كان كبيرا والبيع جيد هذا العام. وأضاف ان الفوانيس كانت متاحة حيث تم استيرادها من الصين.
فرحة الأطفال
المواطن أحمد الحسنات قال ان جميع أطفاله يحبون شراء الفوانيس في شهر رمضان حتى ذوي الأربع والخمس سنوات, ويجوبون شوارع المخيم مع اقرانهم يغنون لرمضان ويفرحون أضعاف الكبار بقدوم شهر الخير, موضحا أن أسعار الفوانيس مختلفة ويستطيع الجميع شراءها وفق مقدرتهم المالية. أما المواطن سعد المغاري فعبر عن فرحته بشراء عدد من الفوانيس لأطفاله ولأبناء العائلة قائلا:" اشتريت عددا من الفوانيس لأطفالي وأطفال إخوتي كهدية لرمضان, ليفرحوا قليلا ويشاركونا فرحة رمضان, خاصة أن الفوانيس تعطي طعما ومذاقا آخر للشهر الكريم عندما تتزين بها البيوت والشوارع", واصفا الفانوس بالروح الجميلة التي تبعث السعادة والسرور للناس في هذا الشهر الفضيل.
تراث قديم
الجدير ذكره ان هناك العديد من القصص عن سبب ارتباط الفانوس بشهر رمضان, حيث يقال ان أول فانوس أضيء كان يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي لمدينة القاهرة في شهر رمضان بعد المغرب, فخرج الناس لاستقباله حاملين الفوانيس لينيروا الطريق, وبذلك ارتبط الفانوس بفرحة قدوم رمضان منذ ذلك الوقت. أما المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض فيرى ان الفانوس كان يستخدمه الخليفة الفاطمي ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق حاملين الفوانيس, ويذكر أيضا أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق الفوانيس. وتعتبر مصر أكثر الدول استخداما للفانوس كتقليد في شهر رمضان، لكن هذه العادة انتقلت من جيل إلى جيل, مضيفا أن وجود الفانوس أصبح من العادات الرمضانية في كثير من البلدان العربية. وبين المبيض انه بالنسبة لفلسطين كان الناس يخرجون للزيارات وللحكواتي ليلا, فيحملون الفوانيس لعدم وجود الكهرباء، وكان الأطفال يصنعون فوانيسهم بأيديهم ويتنافسون, فمنهم من يمسك بتنكة فارغة ويعمل بها بابا وثقوبا ويضيء شمعته داخل الفانوس، وآخرون يستخدمون زجاجة فارغة ملونة لعمل ذلك.