غزة..الفقر يقطع صلة الرحم
عبد الهادي عوكل- "لم أتخيل أن يصل بي الأمرُ في يومٍ من الأيام أن لا أستطيع زيارة عمتي أو خالتي في شهر رمضان المبارك وهن من الأرحام والاكتفاء بالاتصال الهاتفي، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يحول دون تمكني من حمل هدية عند زيارتهن". ويضيف المواطن "رفعت خليل"، الذي قرر اقتصار زيارة الأرحام خلال شهر رمضان فقط على شقيقته الوحيدة التي تسكن في مكان قريب من مكان سكنه شمال قطاع غزة. ويوضح خليل (46 عاماً) لـ"الحياة الجديدة"، أن والده رباه وأشقاءه على الزيارات الاجتماعية خلال شهر رمضان والأعياد. وكان يحرص على حمل الهدايا من فواكه وحلويات عند زيارة أرحامه. ويقول خليل، أعرف تماماً أن زيارة الأرحام واجبة في شهر رمضان، وأنها من الناحية الاجتماعية تزيد من الترابط الاجتماعي، لكن العادات التي تربينا عليها أصبحت سيفاً مسلطاً علينا، وأنا الآن غير قادر على دخول بيت دون هدية، خاصة وأنني منذ فترة طويلة لم أزر عمتي وخالتي. ويضيف أنه يتمنى أن تتيسر الأوضاع الاقتصادية معه لزيارة أرحامه وأحبابه وأصدقائه. ولخص مشكلته قائلا "العين بصيرة واليد قصيرة". وأشار إلى أن وضعه الاقتصادي انقلب رأساً على عقب منذ أن فرض الحصار، وكل تفكيره اليوم يتركز في كيفية تدبير شؤون أسرته، معتبراً أن هذه الأولية الكبرى لديه وهي أهم من الزيارات الاجتماعية. في السياق ذاته، عبرت المواطنة "أم ناصر" عن سعادتها الشديدة بشهر رمضان، لأنها ترى في هذا الشهر من يحرصون على زيارتها من أشقاء وشقيقات وأبنائهم، ويكون بيتها مكتظا بالزائرين. وأوضحت، أنها تتذكر الجميع في شهر رمضان من أقاربها وتحزن لمن يتخلف عن زيارتها، وقالت: "إذا لم يزوروني في رمضان، متى سيزوروني؟!. وأوضحت، أنه رغم مرور أيام على شهر رمضان، إلا أنه لم يزرها أحد، مشيرة إلى أن عدداً من أبناء أشقائها وشقيقاتها لم يزوروها العام الماضي وتتوقع أن يتكرر ذلك هذا العام. وعن سبب عدم زيارتهم، قالت ام ناصر يبدو انهم خجلوا من زيارتي دون هدية في أيديهم. وشددت على أن الهدية آخر ما تفكر فيها، وقالت: "الله يعين الجميع على حاله"، وأضافت:"لا أريد الهدية التي تحول دون زيارة أحبابي".