ناصر البحيصي ينتصر لحلمه .. قصة نجاح من داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى
لم يتمالك الطالب ناصر سمير البحيصي الذي يرقد في غرفة العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح نفسه واجهش بالبكاء حين أخبره والده ان تمكن من الحصول على معدل 85.3% بعد اعلان نتائج شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي" مساء اليوم الجمعة.
في غرفة العناية المركزة اختطلت الدموع والزغاريد التي اطلقتها والدة ناصر فرحا بنجلها المقعد وتحولت تلك الغرفة الى ما يشبه ساحة للاحتفال والاحتفاء بذلك الشاب الذي لم يفقد العزيمة والإصرار والرغبة في تحدي الاعاقة والانتصار لذلك الحلم الذي لم يتخل عنه لحظة.
9 سنوات قضاها ناصر ممدا على سرير المرض متنقلا بين عدة مستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج بعد أن أصيب في حادث سير مروع أدى الى اصابته بشلل رباعي وجعله حبيسا لجهاز التنفس الصناعي، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة الحلم وتحقيق النجاح والانتصار على المرض والعجز وتطويع المستحيل.
المفاجئة بالنسبة لعائلة ناصر كانت في تصميمه على التقدم لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، حيث باشر منذ لحظة اتخاذ ذلك القرار الى الاستعداد وبذل كل جهد ممكن من اجل الوصول الى هذه النهاية وتمكن من تقديم امتحاناته من داخل غرفة العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال والد الطالب البحيصي لـ القدس دوت كوم، أن الإعاقة لم تقف حاجزا أمام نجله لاستكمال مسيرته التعليمة، مشيرا الى أنه سيعمل جاهدا من أجل ضمان ان يواصل نجله تعليمه الجامعي.
واوضح أن استعان بعدد من الاساتذة ممن كانوا يأتون بشكل خصوصي لنجله ناصر داخل العناية المركزية لمساعدته على فهم واستيعاب المواد المقررة، مشيرا إلى أنه نجله قدم امتحانات الثانوية العامة تحت مراقبة خاصة من وزارة التعليم داخل غرفة العناية المكثفة.
وبين أن نجله مصمم على مواصلة مسيرة التعليمية وأنه "اي الوالد" لن يألوا جهدا في تقديم كل الدعم له لتحقيق حلمه.
وقدم الوالد الشكر لكل من ساند نجله في مسيرته التعليمية وكذلك رعايته صحيا منذ سنوات طويلة قضاها على سرير المرض.