إيمان.. قصة نجاح في التوجيهي خرجت من وسط ركام قطاع غزة
محمود أبو عواد- ما أن علمت طالبة الثانوية العامة إيمان نضال بدران من سكان النصيرات وسط قطاع غزة، بتحقيقها نتيجة مميزة بنسبة 93.6% حتى استذكرت أوجاعها فسارعت لتقبيل صورة والدها الشهيد واحتضنته والدموع تذرف من عينيها على فقدانه.
لم تتوقع إيمان أن يكتب لها عمر جديد تحقق من بعده قصة نجاح كبير بعد أن ذاقت ألوانا من العذاب جراء إصابتها بجروح خطيرة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة بعد أن قصف الاحتلال الاسرائيلي منزل عائلتها وحولته طائراتة لكومة ركام.
ومنذ أن أصيبت إيمان لم يتوقف الأطباء عن إجراء العمليات الجراحية لها في غزة بسبب معاناتها من تهتك حرمها من المشي على قدميها، بالإضافة لاصابتها من شظايا غطت معظم جسدها وجعلتها طريحة أسرة المستشفيات تتلقى العلاج فيها.
لكن ذلك لم يمنعها من تجاوز المحنة التي مرت بها فخاضت معركتها لوحدها تعاني وتكابد الآلام والأوجاع بحثا عن تفوق يمنحها حياة تمكنها من التغلب على أوجاعها وذاكرتها التي لا تزال تسيطر عليها والصورة الأخيرة لأشقائها الذين كانوا يلهون ثالث أيام عيد الفطر السعيد في ساحة منزلهم قبل أن تعاجلهم الطائرات الإسرائيلية بصواريخ حقدها فتفقد العائلة الوالد شهيدا وتصاب زوجته ويصاب جميع من في المنزل بجروح خطيرة حتى فقد أصغرهم الطفل محمد عينه اليمنى.
وتقول إيمان لـ القدس دوت كوم، انه بالرغم من كل ما مرت به إلا أنها لم تتوان للحظة واحدة عن التفكير بالاستمرار في حياتها رغم أنها أمضت معظم أيام الموسم الدراسي متنقلة بين المستشفيات بحثا عن علاج يخفف آلامها.
وحققت إيمان النتيجة المميزة في الفرع الشرعي وهو لما تتوقعه بذاتها كما والدتها التي اصرت على الاحتفال بها على الرغم من الوجع الذي يطال العائلة خاصةً وأن ذكريات الحرب الأخيرة لا زالت تسيطر على سكان القطاع.