عندما "جُنت" بيت لحم..!!
اسامة العيسة- ليس كل الذين خرجوا، مساء أمس الاول إلى شوارع مدينة بيت لحم، عاشوا فرحة نتائج التوجيهي، على الأقل هناك أطفال عاشوا حزنا كبيرا، بعد ان دهست مركبات المحتفلين المسعورة، كلابهم الأليفة. لم يكن لأحد، ان يتنبه، لأحزان أطفال صغار، وسط ما وصف أنه الجنون الذي ضرب مدينة المهد، قبل دقائق من الإعلان الرسمي لنتائج التوجيهي، واستمر حتى ساعات الصباح الأولى.
شهدت معظم شوارع بيت لحم الاحتفالات الصاخبة، من إطلاق الزمامير، من المركبات والناس الذي اعتلوها، والتفحيط، والسير بعكس السير، إلا ان الاحتفالات الأكثر صخبا تركزت في شارع المهد، المعروف باسم الشارع الجديد، الذي افتتح في ثلاثينيات القرن الماضي، ويصل مدينة المهد بتوأمها مدينة القدس. على طول الشارع اصطف جمهور غفير، وحجزت محطات إذاعية محلية، أمكنة لها، لتبث بشكل مباشر، وبسماعات ضخمة، وكانت الفرحة، فرصة لإخراج المكبوت، وسط فوضى لم تشهدها المدينة من قبل. الاحتفالات التي استمرت حتى الثانية فجرا، شكلت فرصة لظهور أنواع من المركبات التي يُحظر عليها السير على الشوارع، مثل مجموعة من (التراكترونات) ظهرت فجأة في الشوارع، للمشاركة في احتفالات نتائج التوجيهي، بالإضافة الى أعداد مختلفة من الدراجات النارية، التي استعرض أصحابها قدرتهم على القيام بحركات خطرة، وسط الجمهور.
وظهرت أيضا وسط الفوضى، مجموعة من الخيول، تركت مخلفاتها على الشوارع، لقد كانت فرصة نادرة، لتستعرض المدينة ما لديها، من ثروة المواصلات القديمة والحديثة. ظهر من المتفرجين، من الذين يحبون تقديم النصائح، وتوجيه الانتقادات، ويبدون عدم رضاهم عن الفوضى، بينما قال أحدهم: "من غير المعقول ان يكون كل هذا من أجل نتائج التوجيهي، ربما نحتاج إلى علماء اجتماع، ليفسروا لنا مثل هذه الظواهر".
الألعاب النارية، أطلقت في كثير من المواقع، ابتهاجا بالنتائج، واحتفلت بلدة تقوع، شرق بيت لحم، بحصول الطالبة دعد باسم شاورية، على المرتبة الثانية على الوطن في فرع العلوم الانسانية بمعدل 99.4%، وتمكن أربع طالبات من مدرسة بنات تقوع الثانوية، من حجز أماكن لهن في قائمة العشر الأوائل على محافظة بيت لحم في فرع العلوم الانسانية. ووسط الفوضى، التي عمت مدينة بيت لحم، لم ينتبه كثيرون، الى ان ابنها الطالب نزار بشر مرزوقه، هو الثاني على الوطن والاول على المحافظة في الفرع العلمي بمعدل 99.4%. في اليوم التالي، لليلة بيت لحم المجنونة، دبت الحياة ببطء في شوارع المدينة، وكأن شيئا لم يكن.