مطاعم رام الله .. معدّلات "الدّسم" مرتبطة بمستويات الرّواتب !!
مهند العدم – في "رمضان" رام الله، كما في كل المدن، تتساوى معدّلا ذبول الصائمين بفعل الجوع و العطش نهارا، غير أن المدينة التي تبدو باذخة، توزّع الصائمين، عند موعد الإفطار، على المطاعم و "البوفيهات المفتوحة"؛ ولكن كلّ حسب راتبه ...
في رام الله حيث يتواجد كبار موظفي السلطة و الشركات و الـ"إن جي أوز"، إلى جانب الموظفين الصغار و العمال من مدن مختلفة بالضفة، تعيش المدينة مع موعد الافطار "حالة انقسام"، حيث يتوزع الباذخون على "البوفيهات" المختصة بتقديم الوجبات الدّسمة و الحلويات الفخمة و المشروبات الـ"فريش"، مقابل الزّحام في مطاعم شعبية تقدم وجبات أقل دسما تتلاءم مع مستويات المداخيل المتواضعة لروادها.
في المطاعم الباذخة برام الله ( مع التذكير بأن البذخ مستويات أيضا ) تبدأ أسعار الوجبات للشخص الواحد بـ 100 شيكل، لترتفع في بعض المطاعم الى أكثر من 150 شيكلا، مقابل وجبات تتراوح أسعارها بين 20 و 50 شيكل كحد أعلى في المطاعم التي يرتادها العمال و صغار الموظفين، فيما يعتبر العامل "أبو أحمد" من قرية بدّو شمال غربي القدس، في تعليق طريف لـالقدس دوت كوم ، أن انعدام التوزيع العادل للصائمين على مطاعم المدينة من شأنه أن "يفسد صيام كثيرين" ممن يقيمون فيها .
لاكتشاف التباينات بين مطاعم و مطاعم في رام الله يرتادها الصائمون عند موعد الإفطار، تكفي جولة قصيرة لتعرف أن طرفة "أبو أحمد" إنما تستند على واقع يشي بتباينات طبقية يمكن أن تفسر الكثير فيما يتصل بمستويات وأنماط المعيشة في المدينة ، حيث "هنا" تتزاحم المطاعم الباذخة على امتداد المسافة من "دوار المنارة" حتى "حي الطيرة"، كما هو الحال في شارع الفنادق في "حي الماصيون "، مقابل البساطة و أنماط العيش المتواضعة في محيط "شارع الحسبة"، مثلا ...
قال "أبو أحمد" الذي اعتاد ارتياد المطاعم الشعبية، كغيره من آلاف العمال و صغار الموظفين الأقل مداخيلا – أن المطاعم التي يرتادها توفر له ملاذا مناسبا لـ"كسر الصيام"؛ في وجبات مكونة في الغالب من قطعة دجاج واحدة مع بعض الأرز والشوربة التي تفتقر، في بعض الأحيان، الى قطع من الخضار، مشيرا إلى أن أسرته التي تضم خمسة أشخاص تحتاج نحو 700 شيكل على الأقل، إذا ما فكّرت بتناول الإفطار في أحد المطاعم الباذخة برام الله؛ وهو مبلغ – كما قال – يكفي لتوفير احتياجات أساسية للأسرة.
في الإطار، قال المواطن موسى جميل المقيم و عائلته في رام الله، وهو معيل لأسرة تضم 7 أشخاص، أن اسعار وجبات الإفطار "الدسمة" في مطاعم المدينة "مبالغ فيها إلى حد كبير"، ما يجعلها حلما لكثير من العائلات التي ترغب ان تتناول وجبة الافطار خارج المنزل كنوع من الترفيه، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه، حتى المقاهي بالمدينة، تقدم هي الأخرى خدماتها على مقاسات الرواتب؛ غير انها – كما استدرك - تبقى أرحم من "البوفيهات" المفتوحة التي تنظمها المطاعم والفنادق بطريقة لا ينقصها البذخ .