كلينتون تتعهد للوبي الإسرائيلي بـ"محاربة مقاطعة الفلسطينيين" لإسرائيل
تعهدت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية (لاعام 2016) ، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بـ"إعطاء الأولوية لمواجهة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات على إسرائيل (التي ينظمها الفلسطينيون ومؤيديهم والمعروفة بحركة بي.دي.إس حول العالم)".
جاء تعهد كلينتون هذا في رسالة بعثت بها للملياردير الإسرائيلي-الأميركي حاييم صبان يوم الخميس الماضي 2تموز 2015، وذلك بعد يومين من البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية (30 حزيران) الذي جاء ليخفف من وطأة ما حمله قانون التجارة الذي وقعه الرئيس اوباما.
ويقول بيان الخارجية الأميركية بوضوح بأن الإدارة لن تتصدى لحملات مقاطعة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "حيث أن هناك فرقاً بين إسرائيل والأراضي المحتلة" ما اعتبر رداً قوياً على الجهود الإسرائيلية الهادفة للمساواة بين مقاطعة المستوطنات ومقاطعة إسرائيل، علما ان قانون التجارة الذي كان قد وقعه الرئيس أوباما يوم الاثنين 29 حزيران اشتمل فقرة تفرض على ممثلي التجارة الأميركيين في مفاوضاتهم مع نظرائهم الأوربيين والأسيويين "التهديد بأن الولايات المتحدة بدورها ستقاطع وتعاقب الهيئات والشركات والدول التي تقاطع إسرائيل أو الأراضي التي تقع تحت سيطرتها اقتصادياً وأكاديميا" في إشارة واضحة للأراضي الفلسطينية المحتلة والمستوطنات المبنية في تلك الأراضي.
ورغم ما جاء في قانون التجارة الا ان بيان الخارجية الاميركية شدد على ضرورة الفصل بين إسرائيل والأراضي التي تحتلها، وان "الإدارة الأميركية لن تسمح بتمرير المحاولات الإسرائيلية في تمويه الخط الفاصل بين دولة إسرائيل والمستوطنات ألإسرائيلية" حيث وضح الناطق باسم وزارة الخارجية جون كيربي في بيانه المذكور "أنه في حين تعارض الإدارة الأميركية وبشدة أي مقاطعة تفرض على إسرائيل او سحب الاستثمارات والعقوبات ضدها، فإن هذه الحماية لا تمتد إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل".
وتقول كلينتون في رسالتها (المؤرخة يوم 2 تموز) الموجهة إلى حاييم صبان، وهو إسرائيلي مصري هاجر إلى الولايات المتحدة وجمع المليارات من الدولارات من خلال صناعتي السينما والإعلام، والمعروف بصداقته الحميمة والسخية مع كل من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون، وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون "إنني أكتب لك لأعبر عن خطر حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات المعروفة بـ /بي.دي.إس/ التي تستهدف إسرائيل اقتصادياً وأكاديمياً وتسعى من أجل عزل دولة إسرائيل".
وتضيف كلينتون في رسالتها التي فسرها الخبراء في واشنطن بأنها محاولة "لخلق مسافة بينها وبين الرئيس أوباما" بالنسبة لمقاطعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة "إنني أسعى من أجل الحصول على نصيحتك من أجل جعل محاربة المقاطعة ضد إسرائيل أولوية، والعمل مع جهات وهيئات وجبهات مختلفة تشمل جهوداً ثنائية الحزبية (ديمقراطية وجمهورية) لعكس المد الذي حققته المقاطعة ومحاربة الجهود الأخرى التي تحاول نزع الشرعية عن إسرائيل".
وتوضح كلينتون في رسالتها إلى حاييم صبان الذي يعتبر من أكبر المتبرعين للحزب الديمقراطي، والذي شكل مع نظيره اليميني الذي يدعم الحزب الجمهوري ويمول حملات الليكود الملياردير شيلدون آدلسون لوبياً إسرائيلياً جديداً العام الماضي اسمه "المجلس الإسرائيلي الأميركي" توضح كلنتون قائلة "كما تعلم فإن موقفي معاد للمقاطعة كونها ليست الطريق نحو السلام. إنني أؤمن بأن مصلحة إسرائيل الأمنية ومستقبلها كدولة يهودية يعتمد على قيام حل الدولتين لشعبين (فلسطيني ويهودي) ولكن هذه النتيجة يجب أن تحقق عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ولا يمكن لها أن تفرض من الخارج أو عبر الخطوات الأحادية".
وتنهي كلينتون رسالتها إلى حاييم صبان قائلة "إنني قلق جداً من محاولات مقارنة إسرائيل بدولة جنوب أفريقيا أبان حكم الابرتهايد العنصري حيث أن إسرائيل دولة ديمقراطية حيوية في منطقة ترزح تحت نير الأوتوقراطية، وتواجه (إسرائيل) خطراً يهدد وجودها، في وقت ترتفع فيه حدة اللاسامية في العالم".
ويتضح من الرسالة أ ن كلينتون ستجعل من موضوع "محاربة جهود المقاطعة ضد إسرائيل" القضية المركزية في حملتها الانتخابية المقبلة.