شاطئ البحر ملاذ الغزيين للإفطار
هاني ابو رزق
شارفت الشمس على المغيب واقترب أذان المغرب من دقائقه الأخيرة، وعلى شاطئ البحر بدأت الحاجة أم رائد الاعرج في الخمسينيات من عمرها بتحضير مائد الافطار برفقة اولادها الثلاثة واحفادها الذين فضلوا الهروب للبحر جراء انقطاع التيار الكهربائي.
وبعيدا عن ضجيج الحياة تجد الحاجة أم رائد البحر بهوائه الطلق المكان المناسب للافطار في شهر رمضان، وتقول: في كل رمضان نذهب الى شاطئ البحر للإفطار برفقة العائلة حيث الجمعة الرائعة مشيرة الى ان هدفها من زيارة البحر هو الترفيه عن النفس في ظل ما يتعرض له القطاع من ازمات متلاحقة.
اما ابنها رائد فيقول: البحر هو المكان المناسب والوحيد المجاني للجلوس بعيدا عن الأحياء والمدن, مشيرا الى انه لم يذهب الى شاطئ البحر في العام الماضي بسبب العدوان الذي شنته قوات الاحتلال والذي استمر 51 يوما.
وليس ببعيد عن الحاجة الأعرج وأولادها الثلاثة، جلس محمود نبيل برفقة خمسة من أصدقائه وقال لـ "استراحة الحياة": "منيح انو في بحر ببلاش عشان انروح عليه". واضاف: هذا خامس يوم في رمضان اذهب برفقة اصدقائي الى البحر.
واشار نبيل الى ان البحر هو المتنفس الوحيد للغزيين خاصة انه عاطل عن العمل, مشيرا الى ان الافطار على الشاطئ له رونق ومذاق خاص كونك تجلس في الهواء الطلق بعيدا عن انقطاع التيار الكهربائي.
وعندما كان نبيل يتحدث لـ "استراحة الحياة" نادى الشاب احمد البنا أحد اصدقائه الخمسة المرافقين له بصوت متلهف لشرب الماء والأكل "يلا يا شباب هاتوا الأكل عدو أذن".
وقال نبيل: "الناس في غزة لا مكان مجاني لهم لقضاء أوقات الراحة والمتعة والافطار الجماعي في الهواء الطلق سوى البحر, خاصة بعدما حول جزء كبير من الميناء الى مشروع استثماري", مشيرا الى انه في أشهر رمضان السابقة كان يذهب للإفطار على شاطئ البحر ثلاث مرات في الشهر.