كرينبول في ذكرى العدوان على غزة: أسباب النزاع لا تزال غير معالجة
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين 'الأونروا' بيير كرينبول، إنه بعد عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن الأسباب الجذرية للنزاع لا تزال غير معالجة.
وأضاف في بيان اليوم الأربعاء، أن اليأس والعوز والحرمان من الكرامة الناتجة عن الحرب التي دارت في العام الماضي وعن الحصار قد أصبحت واقع الحياة بالنسبة للأشخاص العاديين في غزة.
إن الندوب الجسدية والنفسية موجودة ويمكن مشاهدتها في كل مكان في قطاع غزة.، وهنالك عدد لا يحصى من الأطفال الذين يعيشون مع صدمات عانوا منها خلال الحرب، علاوة على وجود أكثر من ألف شخص سيعيشون ما تبقى من عمرهم وهم معاقون. إن هذا ينبغي أن يكون تذكرة بأن النزاعات تقاس أولا وقبل كل شيء بالتكلفة البشرية التي تتسبب بها.
وقال: بعد مرور 315 يوما على وقف إطلاق النار، فإن بيتا واحدا من البيوت التي دمّرت بالكامل والتي يبلغ عددها أكثر من 12 ألفا، لم يشهد إعادة البناء. إن هذا يترك حوالي 120 ألف شخص بلا مأوى. وجنبا إلى جنب مع المستويات العالية من البطالة وغياب الآفاق لدى الشباب في غزة، فإن هذا الوضع هو بمثابة قنبلة زمنية للمنطقة.
وطالب كرينبول بعمل سياسي حازم وعلى عدد من الجبهات من أجل التوصل لإحداث التغيير اللازم للنموذج في القطاع، بدءا برفع الحصار وضمان الحقوق والأمن للجميع والسماح بزيادة الصادرات من غزة من أجل تحفيز الانتعاش الاقتصادي وحرية الحركة للمدنيين.
وقال: في الوقت الذي تم فيه اتخاذ بعض الخطوات في الأسابيع الماضية، إلا أنها لا تزال بعيدة عما هو مطلوب لتحقيق تغيير أساسي في حياة السكان.
وأضاف: هنالك أيضا احتياجات للمساءلة عن انتهاكات القانون الدولي في نزاع عام 2014، وينبغي أن يتم إجراء تحقيقات استنادا إلى المعايير الدولية. إن ضحايا الانتهاكات يجب أن يحصلوا على تعويض فوري ومناسب وأن تتوفر لهم سبل الوصول لعلاج فعال.
وقال المفوض العام للأونروا إنه في خضم الظروف الصعبة لغزة، فإن الأمل يعد سلعة تعاني من نقص في المخزون رغم أهميتها الحاسمة.
وقال: في شرق أوسط يعاني من عدم استقرار متزايد، فإن إهمال احتياجات وحقوق السكان في غزة يعد مخاطرة لا ينبغي على العالم أن يقوم بها.
وأشارت الأونروا إلى أن العدوان الإسرائيلي الذي استمر 50 يوما، تسبب في استشهاد 2,262 مواطنا، كان 1,500 منهم من المدنيين ويتضمنون 551 طفلا و305 نساء. وقتل أيضا في النزاع 71 إسرائيليا، 66 منهم كانوا جنودا إلى جانب طفل واحد. وقتل 138 طالبا من طلبة مدارس الأونروا فيما جرح ما لا يقل عن 814 طالبا آخر. ومن بين أكثر من 11,000 شخص تعرضوا للإصابة في غزة، يوجد هنالك ألف طفل أصيبوا بإعاقة دائمة. وقد كان تدمير الممتلكات واسع النطاق. وفي ذروة النزاع قام أكثر من نصف مليون شخص بالهرب من الهجمات والتجأ ما يقارب من 300 ألف شخص داخل 90 مدرسة تابعة للأونروا، وهذا الرقم يعادل ستة أضعاف الرقم الذي تم تسجيله في عدوان 2008-2009. وتقدر الأونروا أن ما يقارب من 140 ألف منزل قد تعرضت إما للتدمير الكلي أو أصيبت بأضرار، وأن وتيرة إعادة الإعمار الحالية ينبغي أن تتسارع إذا ما أريد لقطاع غزة أن يعاد بناؤه.