عين العالم على قلب نابلس
إذا أردت أن تشاهد ماذا يجري في مركز نابلس، فليس عليك زيارتها، فقط شغّل واحد من برامج البث المباشر التي تنقل ما يجري في قلب نابلس إلى العالم.
فريق مكون من شابين اثنين يعملان على تشغيل كاميرا مربوطة بنظام بث مباشر، ينقل الحياة وسط نابلس إلى صورة حية يمكن مشاهدتها مجانا من أي مكان في العالم.
هذا النظام الإلكتروني معروف بسهولة في شبكة 'الانترنت'، وفي العالم استخدم لنقل الاحتفالات الشعبية والعواصف الثلجية، ولكن نقله لمجريات الحياة وسط مدينة تاريخية مثل نابلس، أعطى الفكرة بعدا اجتماعيا عالميا.
ويستطيع المغتربون من المدينة الاطلاع في أي وقت على مركز مدينتهم، من خلال نافذة إلكترونية في الشبكة العنكبوتية، أو ملاحظة عدد المركبات التي تدور حول دوار المدينة الرئيس.
ويتركز البث في وسط مدينة نابلس، الذي غالبا ما يشهد حركة دؤوبة في الليل والنهار، وترصد الكاميرا خلال شهر رمضان أجواء المدينة، وأسواقها، وحركة المشاة، والسيارات، والباعة فيها.
في نابلس وفي أي مكان في العالم، يمكن هذه الأيام معرفة ماذا يجري في مركز المدينة، والتعقيب على ذلك في وسائل الإعلام الاجتماعي.
يقول مؤمن أبو ضهير مدير موقع نابلس الإخباري، وأحد القائمين على فكرة البث المباشر، أن هذه الفكرة بدأت 'عندما رغب الأشقاء والأهل في الغربة رؤية مدينتهم'.
ويضيف: 'لدي إخوة وأقارب في أميركا والعديد من الدول الأوروبية، دائما ما كانوا يطلبون أن يشاهدوا نابلس، وحركة الناس فيها'، 'لذلك عملنا على هذه الفكرة، حيث بدأنا بتجربة الفكرة بكاميرا 'وب كام' صغيرة، ونجحت ولكن ليس بجودة عالية كما هي عليه الآن' .
وأوضح أبو ضهير 'قمنا بالاتصال والعمل على إيجاد كاميرا بجودة عالية وشبكة انترنت بمواصفات تسمح لنا بعرض نابلس على الهواء مباشرة، بدون أي تقطيع وبجودة عالية، وعملنا على هذه الفكرة لنوصل لأهلنا بالخارج صورة نابلس بشكل أفضل' قائلا: 'إنها الآن أمامهم في أي لحظة بوضوح كبير'.
وأكد أبو ضهير أن لديه طموح بوضع عدة كاميرات في عدة أماكن من مدينة نابلس، بقوله: كي يتسنى لأي شخص الدخول، ورؤية مكان إقامته، والتجوال في مدينة نابلس كأنه بداخلها.
وأوضح 'تم اختيار شهر رمضان لإطلاق الفكرة لما يحمله من معاني وأجواء جميلة لأي شخص في مدينة نابلس، ولما يحمله من ذكريات جميلة له، وليرى العالم أجواء هذا الشهر الفضيل في نابلس، من خلال الكاميرا الموضوعة فوق مبنى العنبتاوي بوسط مدينة نابلس، بالقرب من ميدان الشهداء'.
عاهد أبو سير أحد المغتربين في أميركا منذ 15 عاما، قال 'هذه الفكرة رائعة، عندما يسترجع فيها الفلسطيني والنابلسي خاصة، ذكرياته الجميلة وشوقه لنابلس'.
وأضاف: عندما رأيت نابلس في بداية الشهر الفضيل على موقع نابلس الإخباري انتابني شعور جميل وحنين للماضي، والذي أعاد إلي العديد من الذكريات الجميلة، حيث رأيت نابلس ورمزها ميدان الشهداء، الذي كان له العديد من الذكريات في حياتنا.
وأعرب عن أمله بأن يرى العديد من المناطق في نابلس، وليس فقط ميدان الشهداء' فهناك متعة جميلة عندما ترى نابلس أينما شئت، وبأي وقت تشاء'.
ومبني العنبتاوي واحد من مباني وسط نابلس، ويطل مباشرة على السوق القديمة، ويمكن في أي لحظة لأي فلسطيني أن يشاهد الحركة التي بدأت تنشط هذه الأيام، الذي يسبق عيد الفطر بنحو 9 أيام، امام ذلك المبني، وفي المنطقة المقابلة لها.