تعامل اسرائيل مع أسراها في غزة يكشف عنصريتها
سارعت عائلة أبراها منغيستو، الذي اعلنت اسرائيل انه أسير لدى حركة حماس، الى اتهام الحكومة الاسرائيلية بأنها كانت ستتعامل بشكل مختلف كليا لو لم يكن ابنها أسود اللون.
وتسود حالة غضب في صفوف اليهود من اصول أثيوبية من تراخي السلطات الاسرائيلية في التعامل مع قضية منغيستو، ومن اصدارها أوامر بمنع النشر في القضية لأغراض سياسة، متهمين الحكومة بالتعامل بعنصرية لكون المفقود من أصول اثيوبية.
وفي هذا السياق تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن أن المفقود الثاني هو شاب من الأقلية البدوية، وكان تسلل الى غزة عدة مرات في السابق، لكن حظرا فرض على نشر اسمه.
حكومة إسرائيل "عدوة السود" وقالت عائلة الشاب أثيوبي الأصل إن معالجة الحكومة للقضية يتجاوز حتى العنصرية تجاه السود ليصل الى التعامل معهم تحت اطار ما سمته "معاداة السود"، واصفة التعامل بأنه كان عصريا ولا ساميا.
وأضافت لو كان ابنها شابا أبيض لكان التعامل يختلف كليا مع القضية وأكثر جدية، وأن الجيش كان سيدخل آلياته فورا إلى غزة لاستعادة الشاب وكانت الحكومة ستحمل حماس المسؤولية علنا ولا تتستر على القضية.
وكشفت عائلة منغيستو أنها قررت الكشف عن القضية بعدما علموا ان تحقيقات اجهزة المخابرات لم تتوصل الى اية معلومة تتعلق بابنها.
وقالت إنهم قرروا الحديث علنا عن الموضوع حتى لا يتحول ابنها إلى "مفقود" وتوقف الأجهزة الأمنية البحث عنه.
وتعرض عائلة منغيستو الى اهمال على المستوى السياسي الاسرائيلي فلم يقم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، باستقبال عائلة منغيستو او حتى بالتواصل معها او الرد على رسالتها فيما يخص ابنها.
فيما اتهم عاموس هرئيل في مقال بـ"هارتس" الحكومة الاسرائيلية بالعنصرية تجاه القضية، وذلك لكي لا تجد نفسها مرة أخرى أمام حالة مشابهة لحالة أسر جلعاد شاليط، التي وضعت في يد حماس ورقة مساومة تؤدي الى ضغط جماهيري اسرائيلي على الحكومة يدفعها الى تقديم "تنازلات" مهينة تتمثل برضوخ إسرائيل والإفراج عن مئات الاسرى الفلسطينيين.
لهذه السبب عندما اختطفت جثة شاؤون ارون في الشجاعية وجثة هدار غولدين في رفح، بذل الجيش جهودا جبار أولا في احباط عملية الاختطاف من خلال اللجوء لإجراء "حنبعل"، (التضحية بحياة المخطوف بقصف الخاطفين).
وثانيا ببذل كل جهد لإثبات ان المفقودين ميتون. وذلك لخفض سقف مطالب المحتجزين كون كل ما لديهم هو جثث وليس جنودا أحياء. من ناحيته ذكر موقع معاريف ان حالة غضب في صفوف اليهود الأثيوبيين الذين يتهمون الجهات الأمنية والسياسية المتابعة لقضية منغيستو بالعنصرية، "تخيلوا لو كان اسم ابراها منغيستو هو جلعاد شاليط او رون اراد.... فهل كان سيتم اصدار أوامر قضائية لوسائل الاعلام بمنع النشر"، هكذا تساءل احد اليهود الاثيوبيين على صفحته على فيسبوك.
وقال آخر "في حالات أخرى ورغم قرار منع النشر، تم تسريب تفاصيل كثيرة للجمهور، ولكن في قضية اختفاء منغيستو لم يتم تسريب أية معلومة" وقال آخرون إن جنود الجيش الذين رصدوا قفز منغيستو عن السياج الى غزة لم يقوموا بمنعه من ذلك لأنهم ظنوه متسللا اريتريا. وقد يحدث الآن ما سعت إسرائيل الى تجنبه منذ البداية وهو الضغط الشعبي، فقد بدأت تنطلق دعوات لتنظيم تظاهرات تطالب بالعمل على الافراج عنه، الان الكثيرون غيروا صورة الفيسبوك الى صورة سوداء مكتوب عليها بالأبيض أبراها منغيستو" وذكر موقع واللا العبري أن قرار رفع حظر النشر جاء إثر فشل الاتصالات لاطلاق سراح منغيستو.