في الذكرى الأولى للعدوان على غزة: قصص من الحرب [2]
حين يسقط شهيد فوق شهيد
خالد جمعة
محمد عوض مطر، ابن الثامنة والثلاثين، من ذوي الاحتياجات، لقبه 'الشرش'، اعتاد أن يزور مقبرة بيت لاهيا ليزور قبر أخيه ماجد الذي استشهد برصاص الاحتلال عام 2007، كان يفعل ذلك كل عصر يوم جمعة، يسقي القبر ويضع الورود عليه. محمد كان متعلقا بماجد لأنه كان يرعاه ويلبي حاجاته. في اليوم السادس عشر للعدوان، كانت آخر كلمات محمد: ماجد يناديني، يريد أن أسقي قبره، ما بدي يزعل مني، وكانت الطائرة بدون طيار في الجوار لتطلق الصاروخ الذي جعل من هذه الزيارة الأخيرة. يقول جيرانه: كان مسالما يحبه الجميع، لم يكن يتبع لأي تنظيم ولم يحمل بندقية أو صاروخ، كان يزور قبر أخيه فقط. وقد حاولوا منعه من الذهاب إلى المقبرة لخطورة الأوضاع فكان يردد: ماجد بستنا بده مية لازم أروح له ليزعل مني. وأخذ معه ماء وضمتي نعناع وذهب.
يخرج أخوه مسرعاً باتجاه المقبرة حين يسمع صوت الانفجار، ليجد المسعفين يلملمون بقايا جسد محمد والتي تناثرت على قبر ماجد.
مروان أسعد ابن الثالثة عشرة، جاره الطفل، لا يصدق استشهاده، ويسأل عن سبب استهداف محمد، وعمن سيزور قبره هو وأخوه ليسقيهم الماء.