في الذكرى الأولى للعدوان على غزة: قصص من الحرب [3]
كلام في مجزرة
خالد جمعة
الأولاد في المجزرة هم دائماً عنصر الألم الأكثر طعناً للقلب، ففي مجزرة عائلة اللوح، يعثرون على جثث الأولاد في بيوت الجيران، بيوت الجيران البعيدة، يحقق الأولاد حلمهم حين كانوا دائماً يتمنون البدء في استكشاف العالم، والذهاب إلى ذلك البيت ذي الحديقة المليئة بالزهور وشجرة الكلمنتينا، ليتعرفوا على ابنة الجيران الغريبة التي تملك ألعاباً لم يروها من قبل، والأم تمنعهم، لأنهم صغار ويمكن أن يزعجوا الجيران بطفوليتهم الرعناء، بالأمس طار الأولاد مع الانفجار وحطوا في بيوت الجيران، حققوا حلمهم ولم يشاهدوه وهو يتحقق...
من الصاروخ الأول من طائرة أف 16، يستشهد كل أفراد الأسرة، ويصبح المنزل تحت الأرض في حفرة عمقها عشرة أمتار. منزل يملكه بائعو خضار وفواكه، ولا أحد من أفراد الأسرة ينتمي لغير فلسطين.
الجنين في الشهر الثامن داخل أحشاء أمه، كانت للأهل خطط بشأنه، فقبل عام توفي أخوه يزن في حادثة دهس، فكان الاتفاق من قبل الجميع أن الجنين القادم سيحمل اسم يزن، فقالت إسرائيل: لا حق عودة لمن ذهبوا، وأخذت يزن المحتمل كي لا يعوض يزن الغائب.
رأفت اللوح عثروا على جثته على بعد ثلاثين متراً من مكان الانفجار، أما الزوجة فكانت جثتها فوق الدفيئات الزراعية القريبة من المنزل، وعثر على بقية الأطفال الثلاثة في شقق في المنازل المجاورة، على بعد مئات الأمتار، ولم يعد امتداد رأفت اللوح موجوداً في السجل المدني، أغلقت إسرائيل ملفه بالكامل.