"ملائكة الرحمة" في ساحات الاقصى خدمة للمصلين رغما عن الاحتلال
ديالا جويحان - تراهم أو تراهنّ بزيهم برتقالي اللون، يتنقلون بخفة بين جموع المصلين، لا يردهم حرّ أو احتلال عن تقديم خدماتهم، فملائكة الرحمة العاملون على تقديم الخدمات الطبية لزوار المسجد الأقصى لا يكلون ولا يملون. بدأوا تقديم خدماتهم منذ أكثر من 25 عاماً وعطاؤهم لا يزال مستمرا، يقودون سيارات الاسعاف الصغيرة في ساحات المسجد الاقصى من اليوم الاول من شهر الخير والبركة، لرعاية المرضى والمصابين ونقلهم الى العيادات الطبية الداخلية أو الخارجية. يقول المدير الاداري لعيادة المركز الصحي العربي في المسجد الاقصى أ. أحمد سرور في حديث خاص لـ"الحياة الجديدة" إن المركز هو مؤسسة أهلية غير حكومية تقدم الخدمات الطبية لضيوف الرحمن، الى جانب العيادة المفتوحة يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى نهاية صلاة العشاء، طوال العام.. ويتم تكثيف العمل خلال شهر رمضان لتقديم الخدمات حتى نهاية صلاة التراويح دون انقطاع. وأشار سرور الى أن هناك متطوعين ممن لهم خبرة في عمليات الاسعاف الأولى يعملون مع المركز الى جانب الاطباء الرسميين في العيادة، خاصة في شهر رمضان وأيام الجمع. وتقدم العيادة خدمات الطوارئ، للحالات التي تحصل المرضية أو الاصابات المفاجئة، ويتم تحويل الحالات التي تحتاج علاجا إضافيا إلى المستشفيات، كالمقاصد، والمطلع، والعيون، والفرنساوي. وشدد سرور على أن الاحتلال هو أكبر معيق امام تطور العيادة الصحية، من خلال الاجراءات التي تقوم بها قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الاقصى، اضافة الى عمليات المراقبة بالكاميرات داخل المسجد الاقصى والتي تقف عقبة أمام ممارسة حق التنقل. يضاف الى ذلك منع ترميم مقر العيادة، وإلزام الاحتلال العيادة بالتنسيق المسبق من أجل إدخال الادوية بشكل يومي. بدوره قال الدكتور عادل مسك لـ"الحياة الجديدة"، إن نقابة الاطباء أخذت على عاتقها تزويد العيادة الصحية، باطباء من جميع التخصصات على مدار العام وليس فقط في شهر رمضان. وتزداد الحالات المرضية في شهر رمضان بسبب ساعات الصيام الطويلة وارتفاع درجات الحرارة ووجود المصلين مدة طويلة تحت اشعة الشمس في ساحات المسجد الاقصى، وكذلك بسبب التدافع خاصة أيام الجمع. هذا فضلا عن الحالات المرضية الأخرى خاصة عند كبار السن. وقالت نيفين الصاوي وهي مسعفة ضمن فريق الاغاثة الطبية الفلسطينية إن العمل كطاقم مسعفين يبدأ أيام الجمعة من شهر رمضان، ويتم تكثيف حضور المتطوعات في ساحات قبة الصخرة حيث تصلي النساء، لتقديم العلاج الميداني لمن تحتاجه من زائرات المسجد الاقصى، أو يتم نقلها لمركز الصحي العربي لتقديم الاسعاف اللازم او النقل الى المستشفى ان كانت هناك ضرورة.