معمول "أم عادل" بأيد مقدسية ناعمة وإرادة صلبة
ديالا جويحان - بأناملها الناعمة القوية، ووعاء عجينة المعمول، ورائحة دقة الكعك الزكية التي تفوح في ارجاء المنزل تملأ القلوب بعبق الحلاوة، وبامكانياتها البسيطة تحاول ام عادل صنع كعك العيد باتقان ودقة، بيدين محترفتين، شأنها شأن أغلب ربات البيوت، كلٌ حسب مذاقه وشكله الفريد، لكن ما يميز نادية عبيد أنها من اول أيام شهر رمضان المبارك وحتى آخرها، تكرس وقتها لتجهيز كعك ومعمول العيد، للمساعدة في اعالة أفراد أسرتها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مدينة القدس وموطنوها.
والمعمول المنزلي له طقوس وطابع خاص لصنعه ويسارع الصغير قبل الكبير للمساعدة في تنقيشه او خبزه، اضافة الى تفنن ربات البيوت في ابتكار أشكال جديدة منكهة ببهارت ذات رائحة عطرة وبحشوة المكسرات المشكلة او الفستق الحلبي والجوز وعجوة التمر.
ام عادل (44 عاماً) وأم لاربعة أطفال من قرية العيسوية حاولت قبل خمس سنوات البدء بمشروعها الخاص في صناعة المعمول داخل بيتها، وكان في بادئ الامر يقتصر على عائلتها وجيرانها، لتتوسع وتمتد شبكتها، ويرجع ذلك لمذاقه المميز، خاصة بعد اقتراح احدى صديقاتها أن تعمل على تسويق، فيساعد في سد احتياجات العائلة.
ووجد "معمول" ام عادل سوقا له خارج العيسوية، وحتى خارج القدس. وتقول إن مشروعها خاص بها ولا يتلقى دعما من أي جهة، وسعت الى تطويره من خلال فتح محل لبيع الحلويات سواء في المناسبات أم في الايام العادية، وذلك يرجع الى عدم قدرة الكثير من النساء صناعة المعمول، وتفضيل شرائه من محلات الحلويات.
وتشير أم عادل إلى أن المرأة المقدسية، تطور ذاتها لتكون سندا لعائلتها وزوجها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يفرضها الاحتلال على كافة مدينة القدس، من خلال سياسة التمييز العنصري وإرهاق المواطن بالضرائب المرتفعة التي تثقل كاهل الاسرة. وتضيف أنها بامكانيات بسيطة استطاعت خلال خمس سنوات ان توفر احتياجات الاسرة من من خلال صنع المعمول.
وتقوم بصنع المعمول حسب الطلب، ووصل الأمر الى تصديره للولايات المتحدة حيث تلتقه الجالية الفلسطينية بعد الاشادة به. وتسعى أم عادل الى توسيع مشروعها لتشغيل اكبر عدد من النساء العاطلات عن العمل ما يساهم في سد احتياجات أسرهن أيضا.