في الذكرى الأولى للعدوان على غزة: قصص من الحرب [7]
مجرد بائع صغير
خالد جمعة
أحمد خالد أبو حربة، ابن الرابعة عشرة، في الرابع من آب، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة 'أ' الإعدادية للاجئين، على المدخل الشرقي لمخيم الشابورة في رفح، وكانت مركز إيواء، أحمد كان بائعاً صغيراً ربما أكثر ما يحلم به أن يعود بخمسة أو عشرة شواقل إلى بيته، لا أعرف ما الذي كان يبيعه أحمد، لكن بالتأكيد لم يكن يبيع صواريخ أو رصاص، كان يبيع طفولته ربما لكي يشتري شيئاً ولو قليلاً لعائلته، أحمد لم يعد إلى البيت بأي مبلغ من المال، عاد مستشهداً وعلى فمه سؤال يبّسته الصواريخ، فقد كان في صالحه أربعة أشياء لم تنفعه بشيء، أنه كان في مركز إيواء، وأنه كان في مؤسسة للأنروا، وأنه كان طفلاً، وأنه لم يكن يشكل تهديداً لأحد، لم يفهم أحمد أن الطيار الإسرائيلي لم يكن يفهم شيئاً من هذا...