إطلاع وفد أوروبي على الانتهاكات الاسرائيلية في مدينة المقدس
أطلع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، ونائب محافظ القدس عبد الله صيام، اليوم الأربعاء، وفدا برلمانيا أوروبيا يمثل حزب الخضر، على الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة في مدينة القدس، وخاصة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتحديدا المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لهجمة غير مسبوقة.
وأكد عميرة أن السبيل لكسر الجمود السياسي الحالي، يكمن في إجبار إسرائيل على تنفيذ التزاماتها وفقا للقانون الدولي، موضحا أن المطلوب من أوروبا حاليا هو الضغط على اسرائيل وليس إنشاء مجموعة للسلام لإحياء المفاوضات بين الجانبين.
ودعا إلى رفع الحصانة التي منحها المجتمع الدولي لها من خلال التوقيع على الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف، في ظل استمرار الانتهاكات في الأرض الفلسطينية وهو ما سمح لها بانتهاك أكثر من 60 قرارا للأمم المتحدة، إضافة إلى المعاهدات الأساسية للقانون الدولي دون عواقب.
واعتبر أن الفرصة ما زالت سانحة للأسرة الدولية، لإلزام الحكومة الاسرائيلية بتعهداتها التي أقرتها الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية والاقليمية وخارطة الطريق، وأهمها وقف تام للاستيطان في المناطق الفلسطينية، وإطلاق سراح المعتقلين، وفتح المؤسسات المقدسية المغلقة وعلى رأسها بيت الشرق، وإزالة جدار الفصل العنصري ورفع الحصار عن قطاع غزة، ما سيعمل على فتح الطريق أمام سلام حقيقي على أساس حل الدولتين وسيؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة مترابطة جغرافيا وديموغرافيا وقابلة للحياة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، أشار صيام إلى المخططات الاستيطانية وأهدافها المبيته في منطقة القدس، مؤكدا أن الممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة ما هي إلا تطهير عرقي وخلق لنظام فصل عنصري.
وشدد على ضرورة محاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها المتكررة والخطيرة للقانون الدولي، وضرورة إنهاء ثقافة الحصانة التي تسمح لاسرائيل بالتصرف كدولة فوق القانون، وعكس ذلك يعني تواصل أعمال الاستيطان حول وداخل القدس الشرقية ودولة فلسطين ما سيؤدي إلى تدمير الطابع التاريخي والنسيج الاجتماعي للبلدة القديمة والمجتمع المقدسي والفلسطيني وسيقضي على امكانية تحقيق السلام.
وأوضح صيام أن السياسات الاستيطانية الاسرائيلية، تهدف إلى تحويل العاصمة الفلسطينية المحتلة الى مدينة يهودية خالصة عن طريق التطهير العرقي للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من وطنهم ودولتهم، داعيا إلى توفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني، والكف عن سياسة الصمت على جرائم الاحتلال.
وقدم عميرة وصيام عرضا لمراحل النشاطات الاستيطانية في مدينة القدس وحولها منذ بدء الاحتلال عام 1967 في ظل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة والذي تصاعدت وتيرته بعهد إدارة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، حيث شرعت سلطات الاحتلال بإنشاء حلقات رئيسية للاستيطان أهمها ما اقيم لتجزئة البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية المجاورة لها والتي بدأت بتوسيع الحي اليهودي وتشمل عدة منازل فلسطينية في الاحياء الاسلامية والمسيحية والأرمنية والتي تم الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين.