الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"الزنانة"..الموت القادم من السماء

مع بداية كل تصعيد إسرائيلي تظهر في السماء طائرة الاستطلاع الإسرائيلية والتي يطلق عليها الفلسطينيون اسم "الزنانة"، فصوت"أزيزها" يشكل هاجساً وقلقاً مستمراً لدى المواطنين والمقاومين، فظهورها في السماء نذير شؤم يخطف الأرواح وينكأ جراح من أصيبوا بأذاها.

العدو الأخطر ..

الناطق باسم سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي "أبو أحمد" أكد أن طائرة الاستطلاع الإسرائيلية "الزنانة" هي العدو الأخطر للمقاومين في الميدان وذلك لقدرتها الفائقة على تحديد الهدف وإصابته بدقة قد تصل إلى 99%.

وأوضح "أبو أحمد" في حديث خاص لمراسل"  قدس نت " نادر طلال الصفدي، أن طائرات الاستطلاع تعتمد على رصد التحركات الأمنية عن طريق الصورة، وذلك عبر موجات معينة يتم نقلها من أرض الميدان "الهدف" إلى غرفة التحكم بالطائرة داخل إسرائيل، وتقوم الأخيرة بالتدقيق في هوية "الهدف" وإعطاء الأمر للطائرة بقصفه مباشرةً.

وأشار الناطق باسم سرايا القدس، إلى أن المقاومة  تعتبر "الزنانة" العدو الأول والأخطر لها، مبيناً أن القدرة الفائقة لـ"الزنانة" في تحديد الهدف يصعب على المقاومة تنفيذ مهماتها ضد إسرائيل خلال الفترة الماضية .

يذكر أن المفهوم العسكري لـ"الزنانة" عبارة عن طائرة استطلاع، تستخدمها أغلب جيوش العالم لما تتمتع به من قدرات الكترونية متطورة تنحصر في مجال التجسس والتصنت، والمراقبة والتصوير والمسح الجوي، وتحديد الأهداف، وعادة ما يكون عملها مرتبطا بغرفة مركزية.

واعتبر "أبو أحمد" "الزنانة" من أحدث طائرات "التجسس والقتال" الموجودة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن معظم الدول الأوروبية وبما فيها الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بشراء تلك الطائرات الاستطلاعية من إسرائيل لدقتها الفائقة في تحديد الهدف وسرعة تنفيذ المهمة.

كما ويري، أن استخدام المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة لأجهزة الاتصال اللاسلكية والركوب بالسيارات والتواجد في الأماكن العامة والخالية سهل على "الزنانة" الإسرائيلية تحديد هدفها في إنجاح عملية القصف أو الاغتيال، موضحاً أن عمل" الزنانة" يعتمد كلياً على الوسائل المذكورة.

وعن كيفية تحرك عناصر المقاومة وقدرتهم بالتخفي عن رصد طائرة الاستطلاع ، قال "أبو أحمد": قدراتنا متواضعة ولا نملك الخبرات الكافية في التعامل مع "الزنانة" ،متابعا:"  أهم ما يمكن عمله هو السرية في التحرك، وعدم استخدام أجهزة الاتصال وركوب السيارات يجنب المقاومة أن يكونوا هدفاً سهلا لها ".

يذكر أن اسم طائرة الاستطلاع ودورها برز بشكل واضح في الضفة الغربية، خلال محاولة اغتيال قائد كتائب القسام "محمود أبو هنود" في قرية عصيرة الشمالية، حيث أشارت مصادر إسرائيلية في حينها "أن طائرة استطلاع متطورة كانت تنقل مجريات الحصار والمعركة بالصوت والصورة لغرفة قيادة مركزية في مبنى وزارة الجيش في تل أبيب" وكانت تلك المحاولة للقضاء على أبو هنود قد منيت بالفشل، وقتل خلال العملية ثلاثة من الجنود برصاص زملائهم في حين تمكن أبو هنود يومها من الهرب سيرا على الأقدام حتى مدينة نابلس.

ومن جانبه، الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية "أبو سليم" أكد، أن لطائرة "الزنانة" نصيب الأسد في عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل خلال السنوات الماضية بحق قادة المقاومة  في الضفة الغربية وقطاع غزة.

واعتبر "أبو سليم"  في حديث لمراسل"  قدس نت" قدرة "الزنانة" على تحديد هدفها وقصفه في ثواني معدودة، خطر حقيقي على المقاومين والمواطنين في كافة الأراضي الفلسطينية, مضيفاً:" "الزنانة" لديها القدرة الفائقة في إصابة الهدف وتعتمد عليها إسرائيل بشكل كامل في عمليات تحديد أماكن تواجد عناصر المقاومة واغتيالهم، من خلال تحديد أماكن تدريبهم وعملهم عبر الصورة ".

وأشار الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية، إلى أن عمل طائرة التجسس لا يكتمل إلا بعنصر ثالث بعد غرفة التحكم  والطائرة وهو ما أسماهم بـ"العملاء" المتواجدون في أرض الميدان، موضحاً أن عملهم في تحديد الهدف للطائرة عبر إشارات سلكية معينة أو لون" غير مرئي" يوضع على الهدف الثابت أو المتحرك سهل من عملية القصف والاغتيال".

وتعتبر طائرات الاستطلاع التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة على وجه التحديد هي طائرة "سيرشير 2" أي الباحث بالانجليزية، وهذه الطائرة أدخلت في خدمة الجيش الإسرائيلي عام 1992، حيث تم استخدامها بشكل مكثف في جنوب لبنان، وفي شهر 6/1998 تم تطويرها من قبل الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وأصبح طولها أربعة أمتار، وسرعتها تصل الى حوالي 198 كم/الساعة، ووزنها 318 كغم، وأقصى ارتفاع لتحليقها هو 5200 متر.

قلق وخوف ..

المواطن محمد شحادة "55 عاماً" من سكان بلدة بيت حانون الحدودية جنوب إسرائيل، وصف طائرة "الزنانة" بالـ"لائيمة"، وقال:" صوت طارئة "الزنانة" يكاد لا يغيب عن أسماعنا للحظة واحدة، وخاصة مع وجود توتر عسكري بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة في قطاع غزة في المناطق الحدودية".

ويضيف:" ما إن نسمع صوت "الزنانة" يتبادر إلى ذهنا للوهلة الأولى عن وجود اجتياح إسرائيلي مرتقب للمنطقة أو عملية اغتيال لأحد المقاومين الفلسطينيين في مكان ما"، موضحاً أن صوت "الزنانة" يقلق راحة المواطنين بشكل كبير جداً، ويمنعهم أحياناً من النوم داخل منازلهم".

أما الشاب خليل دبابش من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة "18 عاماً" فعبر عن مدى الخوف الذي ينتابه بعد سماع صوت أزيز"الزنانة" وتحليقها في سماء منطقة سكناهم، قائلا:" ذكرياتنا مع "الزنانة" مؤلمة جداً، فما إن نسمع صوتها إلا وتكون المنطقة بالكامل تحت خوف ورعب شديد، خوفاً من عملية قصف مرتقبة ".

ويضيف، أن حجم الدمار والهلاك والرعب الذي تبعثه تلك الطائرة كبير، لا يمكن لآي فلسطيني نسيانه" , متابعا:"الزنانة" لا يقتصر هدفها على القصف والاغتيال وإرعاب المواطنين وخاصة الأطفال منهم ، بل إضافة إلى ذلك تقوم بعملية تشويش كلية على كافة القنوات الفضائية ولفترة طويلة جداً قد تمتد لأكثر من10 ساعات متواصلة، ويزول ذلك التشويش فور مغادراتها منطقة الهدف".

ويرى خبراء في مجال التقنيات المتقدمة أن الرسائل الإلكترونية التي تقوم طائرات الاستطلاع بإرسالها إلى مراكز التحكم التي تشغلها في القواعد الجوية جنوب إسرائيل، تسهم في تعذر استقبال القنوات الفضائية.

معجزة القرن ..

ومن جانبه الخبير الفلسطيني في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور. وسام غنيم، بين كيفية عمل طائرة "الزنانة" الإسرائيلية، حيث أوضح أن طائرات الاستطلاع تعمل بطريقة اللاسلكي والتحكم عن بعد وتحمل كاميرات عالية الدقة وصواريخ، وتعتمد في عملها على موجات التلفزيون التي تنقلها عبر كاميراتها المحملة عليها وعبر ترددات معنية إلى غرفة التحكم بالطائرة "القاعدة"، التي بدورها تقوم بتحليل تلك الصور والموجات إلى قرب وبعد الهدف، والأمر بالقصف أو المراقبة فقط.

وأشار الخبير في مجال الاتصالات، في حديث خاص لمراسل"وكالة قدس نت للأنباء "، إلى أن مساحة الهدف بالنسبة لطائرة الاستطلاع يكون مسافة "المتر" المربع فقط، وتقوم الطائرة قبل إطلاق الصاروخ بتحديد هدفها جيداً،وتحليل بياناته حسب الإشارات التي تلتقطها من المصدر.

وتطرق غنيم خلال حديثه لساعات تحليق طائرة "الزنانة" في الهواء بشكل متواصل، قائلا:" كل طائرة استطلاع لها مجال معين، وأحدث طائرة الآن يمكن لها أن تحلق مدة 12 ساعة في الهواء،وذلك حسب الخزان والحجم".

يذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية انتقدت إسرائيل في تقرير أصدرته سابقاً حول الهجمات الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة المُطلقة من طائرات استطلاع (الزنانة)، وأكدت أن تلك الصواريخ أدت لمقتل مدنيين لم يشاركوا في أي أعمال قتال وكانوا بعيدين عن القتال الدائر.

وعن إمكانية التشويش على طائرة "الزنانة" أكد الخبير الفلسطيني، أن عملية التشويش ممكنة، ولكنها تحتاج إلى تقنيات عالية تستطيع من خلالها إرسال إشارات كاذبة لـ"الزنانة" تجربها على تعطيل هدفها الرئيسي وإرسال معلومات مشوشة إلى الجندي الإسرائيلي الذي يتحكم بالطائرة داخل غرفة التحكم المركزية".

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025