الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع  

الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع

الآن

حديقة الاستقلال مساحة للفرح ولكن..

علاء حنتش

على حافة البركة الموسيقية في حديقة الاستقلال، وقفت سيدة في نهاية العشرينيات من العمر، لتبدد شعور الفرحة لدى بعض الأهالي وهي تنظر إلى طفلتها مبتسمة وهي تلقى كومة من الحصى والحجارة في البركة بعد أن ساعدتها في جمعها، دون أن تأبه لمن ينظرون إليها باستغراب.

هذا الموقف اعتبره بعض الزوار واحدا من عشرات السلوكيات غير اللائقة، وأثار تساؤلات لديهم عن غياب رقابة وإدارة فاعلة للحديقة، معتبرين أنها بحاجة إلى لوائح وقوانين، وتشغيل المرافق والوحدات الصحية، حتى يشعروا بالراحة والأمان.

وعبرت المواطنة ريما التي اصطحبت معها شقيقاتها وأبنائهن، عن استغرابها من عدم إنجاز كافة مرافق الحديقة، وعدم وجود متابعة من القائمين على الحديقة بالشكل المطلوب، خاصة أن الحديقة واسعة وموقعها قريب من كل التجمعات السكانية في المدينة، وتشكل متنفسا حقيقيا للمواطنين، وبدخول مجاني.

ولفتت إلى أن سلوكيات بعض الزوار تزعج العائلات التي تعتبر أن المكان متنفس لها ولأبنائها، كقيادة السيارات بسرعة جنونية داخل الحديقة ما يشكل خطورة على الأطفال بشكل خاص، وكذلك الاعتداء على النباتات والأشجار، وإلقاء النفايات.

من جانبها، أبدت الشابة ياسمين مخاوفها من عدم الاهتمام بالحديقة كونها ملكا عاما، وأنها ستكون دون نظام، وقالت: 'للأسف هناك ثقافة لدى البعض بأن الملك العام ليس له قيمه وبإمكانه التعدي عليه، كذلك مستوى الخدمات يكون دون المطلوب. يجب أن تكون إدارة فاعلة وجدية للحديقة لضمان نجاحها'.

وأشارت إلى أن الحديقة تشكل متنفسا حقيقيا للمواطنين، وتوفر بديلا عن الأماكن الترفيهية ذات التكلفة العالية كونها مجانية، متوقعة أن تكون الحديقة خلال الأعوام المقبلة أشبه بغابة خضراء في حال تم الاهتمام بالأشجار المزروعة ورعايتها بشكل مستمر، وعدم ترك بعضها للتلف كما هو الوضع حاليا، وفرض غرامات على من يتعدى على ممتلكات الحديقة، والشعور بالمسؤولية تجاهها.

من جهته، أشار مدير بلدية البيرة زياد الطويل، إلى تشكيل مجلس إدارة للحديقة يضم ممثلين عن بلديات البيرة ورام الله وبيتونيا، ووزارة الزراعة، والمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار'بكدار'، والقطاع الخاص، يقع على عاتقه وضع كل التصورات وآلية عمل الحديقة، وأن المجلس بدأ منذ اللحظة الأولى لتشكيله بالعمل بشكل حثيث وجدي لجعل الحديقة مكانا ترفيها مميزا للمواطنين، وقام بنشر عطاء للمعنيين بضمان المرافق الرئيسية في الحديقة، وأهمها المطعم والقاعة متعددة الأغراض، لفسح المجال أمام القطاع الخاص للاستفادة من هذه الفرص، إلا أنه حتى اللحظة لم تصل ردود ترتقي للتطلعات المالية التي سيتم الاعتماد عليها كمصاريف تشغيلية للحديقة.

وبين الطويل أن إدارة الحديقة لم تتسلم الحديقة من المقاول بشكل نهائي حتى اللحظة، وأن هناك عقد صيانة يلزم المقاول بإصلاح أي ضرر يلحق بالحديقة خلال فترة العقد.

وأكد أن مجلس إدارة الحديقة يتفهم تساؤلات المواطنين، وقام بوضع لوائح لتنظيم الحديقة، لتطبيقها بعد الانتهاء من تضمين المرافق الرئيسية التي من المتوقع إتمامها قريبا، والتي سيساهم ريعها في تشغيل نحو 45 موظفا لخدمة مرتادي الحديقة.

ولفت الطويل إلى أن بلدية البيرة عملت حسب إمكانياتها على فرز بعض موظفيها لتوفير الحد الأدنى من الخدمات لحين استكمال التشغيل النهائي للحديقة، وقامت بتنفيذ حملات تطوعية لتنظيفها من الأعشاب، وتعزيز ثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة، مشيرا إلى أن الحديقة مزودة بخدمة الإنترنت المجانية (واي فاي).

وفي معرض رده على تساؤلات المواطنين عن الخدمات في الحديقة، قال عضو مجلس إدارة الحديقة هشام شكوكاني، إن التوجه لدى مجلس الإدارة الإسراع في تجهيز الحديقة ومرافقها بشكل كامل قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى اتصالات مع بعض المستثمرين لضمان المرافق الخاصة بالحديقة، والتي ستوفر المصاريف التشغيلية للحديقة.

ولفت إلى أن بلدية البيرة تطوعت بتوفير عدد من الموظفين يتعاونون مع الشرطة السياحية، إلا أنهم لا يستطيعون السيطرة على الوضع في ظل عدد الزوار الكبير، وبعض التجاوزات من المواطنين.

وحول الوحدات الصحية، بين شكوكاني أن جزءا منها متاح، تحديدا المخصصة للحديقة، وتتم متابعة نظافتها باستمرار، وجزء غير متاح وهو خاص بالمسرح الذي لم يتم تشغيله، ولكن بعض الزوار يسيئون استخدام الوحدات الصحية غير الجاهزة.

وفيما يتعلق بالسيارات، أوضح أنه تم إغلاق بوابتين من ثلاث، للحد من دخول السيارات ولكن هناك بعض الشبان يقودون بسرعة في شوارع الحديقة، وتم إبلاغ الشرطة السياحة بهذا الموضوع، ونحن ندرس إمكانية فرض رسوم على دخول السيارات فقط للتقليل من دخولها، وتحديد الأماكن التي بالإمكان السير فيها.

وفيما يتعلق بالأشجار والأزهار، أشار إلى أن هناك تعد عليها من الزوار وخاصة الأطفال، إلا أن عقد الصيانة مع المقاول يلزمه بزراعة أشتال بديلة قبل التسليم النهائي، بما يضمن الحفاظ على توفير مساحة خضراء.

أما بالنسبة لتشغيل 'النافورة، فبين شكوكاني أنه يتم تشغيلها فترات متقطعة لعدم وجود مياه كافية، لأنها بحاجة إلى كمية مياه كبيرة تصل إلى مئة كوب، وكان من المفترض تزويدها من الآبار الكبيرة الموجودة في الحديقة إلا أنها أصبحت فارغة بسبب استخدام المياه في أعمال مختلفة في الحديقة بما فيها الري، وهذه الآبار تعتمد على مياه الأمطار، وستكون العام المقبل ممتلئة، وستنتهي هذه الإشكالية.

وناشد شكوكاني المواطنين الحفاظ على الحديقة والشعور بالمسؤولية تجاه معلم ترفيهي وطبيعي كلف إنشاؤه نحو 15 مليون دولار.

ورغم الانتقادات لواقع الحديقة الحالي، إلا أنها تمثل مساحة فرح للأطفال وعائلاتهم، وكثير منهم يتطلع أن تصبح غابة خضراء بين الكتل الإسمنتية التي حرمتهم من جمال الطبيعة والتمتع بها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025