الشهيد أبو لطيفة... ضحية جديدة للإعدامات الميدانية
أسيل الأخرس
لم يمهل جنود الاحتلال عند اقتحامهم مخيم قلنديا شمال القدس مدججين بالسلاح، فجر اليوم الاثنين، الشهيد محمد ابو لطيفة ليعيش حياة الزوجية، ولا حتى ثوان ليرتدي حذاءه، ليترك بصمات قدميه الملطخة بالدماء، تكتب رسالة حب للمخيم والوطن.
أيام قليلة كانت تفصل أبو لطيفة 20 عاما من قرية 'صرعة' قضاء القدس المهجرة منذ عام 1967، عن تحقيق حلمه والزواج من خطيبته نور طه 19 عاما، فتحول الحلم إلى محال بفعل رصاص الاحتلال الإسرائيلي.
تبتسم والدة الشهيد مريم عطا لافي 50 عاما وتقول 'الحمد لله حققت له حلمه بالخطوبة، وكان لا يتحدث إلا بالموضوع محاولا الضغط علي ووالده وكنا نرى انه لا يزال صغيرا خاصة وان أخيه الأكبر لم يخطب بعد'.
تقول بعيون مثقلة بالدموع كمن يسترجع شريط حياته ''محمد ما في منو' حنون ومؤدب راح محمد راح الغالي' وتضيف، رزقني الله بثلاثة أبناء بعد سنوات طويلة قعدت سنين أتعالج حتى أرزق بأطفال، وربًيت وكبًرت وبلمحة بصر راحت عشرين عاما من عمري'.
وتضيف 'كنت نائمة، هجمت قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي على المنزل وحاصرته وفجرت الباب، واحتجزت كافة أفراد الأسرة وفتشوا كافة أنحاء المنزل وعندما لم أجد محمد بيننا توقعت انه ليس بالمنزل فارتاح قلبي لأني كنت أخاف عليه لأنه سبق واعتقل وقضى خمسة أشهر'.
وتابعت 'بعد ان انسحبت القوات الخاصة من المنزل خرجنا على السطح وجدنا آثار دماء على الأرض، وحدثنا أحد الجيران ان محمد أصيب في قدميه، وبعد ما يقارب الساعة تلقى والده اتصالا بأن محمد قد لاقى المنية'.
تجلس نور وتلفها نساء المخيم في محاولة لتهدئتها وهي التي انهارت باكية على رفيق كان لها ان تقضي معه العمر، ولكن عمر ارتباطهما كان أقصر من ان يتحمله قلبها.
مشهد الموت وصور الشهداء بات متكررا، ومنح العديد من أمهات الشهداء خبرة في التعامل مع الوجع، وليس هناك اكثر من خبرة أم الشهداء الكسبة ومعرفتها في وجع الفقدان، وتهرع لتعزية آل ابو لطيفة بفقدان محمد.
وتقول والدة الشهداء الكسبة 'الله يوجع قلبهم زي ما وجعوا قلوبنا على محمد وولادنا'، وتضيف 'شو بدهم أكثر من اللي احنا فيه'.
وكان عم الشهيد، مسؤول اللجان الشعبية في مخيم قلنديا جمال لافي، قال في اتصال هاتفي مع 'وفا' إن 'قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب أبو لطيفة خلال محاولة اعتقاله وإصابته في قدميه'.
وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت أبو لطيفة حيا عن سطح منزل عائلته في المخيم، بعد إصابة في قدميه وكبلت يديه باستخدام اسلاك كهربائية، وأنها قامت بعد ذلك بإعدامه بدم بارد.
يشار الى أن مخيم قلنديا ودع منذ أقل من شهر الشهيد محمد الكسبة 17 عاما.