عندما تبكي التماسيح على الضباع !
خلدون البرغوثي - دعمت مواقع عبرية الكولونيل يسرائيل شومير بعد قتله محمد الكسبة، ودعت الجنود لقتل رماة الحجارة، ثم تباكت على موت ضبع.
عمدت وسائل اعلام اسرائيلية الى تضخيم قصة قيام مواطنين فلسطينيين بقتل ضبع قبل ايام، وسارعت مواقع عبرية الى نشر الفيديو مرفقا بعناوين تستنكر قتل "الضبع المسكين بطريقة وحشية".
موقع "القناة السابعة"، نشر الفيديو تحت عنوان "فلسطينيون ضربوا ضبعا نادرا حتى الموت".
وكتب الموقع في بداية الخبر "وثق فيديو نشر على الانترنت حادثة قاسية، نفذت خلالها مجموعة متوحشة من العرب عملية ضرب حتى الموت لضبع من فصيلة نادرة على احدى الطرق في منطقة الخليل". كما يشير الموقع الى حالات سابقة قام خلالها فلسطينيون بقتل ضباع "بطريقة متوحشة".
أما موقع 0404 المقرب من جيش الاحتلال فنشر الفيديو على صفحته على فيسبوك وكتب: "ما حجم وحشية هؤلاء! هكذا كان الوضع في الخليل، بعد ان هاجمت مجموعة من العرب بوحشية ضبعا.
الضبع المسكين وجد نفسه على الشارع، فدهسه سائق بسيارته وشجع باقي الإرهابيين على ضربه على رأسه بالحجارة قائلا "بسرعة بسرعة اضربه على رأسه، على رأسه".
يضيف الموقع "وقررنا حذف مقطع من الفيديو لصعوبة المشاهد التي يهاجمون فيها بالحجارة والصخور الضبع، الذي عانى آلاما شديدة حتى الموت".
صحيفة يديعوت احرونوت هي الأخرى نشرت الخبر على موقعها لكنها رصدت فيه أيضا مواقف فلسطينية رافضة لعملية قتل الضبع معتبرة اياه عملا غير مقبول، من ناحية التعامل مع الحيوان بيئيا وأخلاقيا، وحتى من ناحية الشريعة الاسلامية. وطريقة التعامل مع الضبع مرفوضة أصلا، فحتى الآن لم نسمع عن قيام ضبع بمهاجمة مواطن مثلا حتى يتم اعتبار الضباع حيوانات خطرة تستحق القتل لحظة رؤيتها.
ما يلفت النظر أن "القناة السابعة"، و"0404" تبنيا بشكل مطلق مثلا قيام "الكولونيل يسرائيل شومير" بقتل الفتى محمد الكسبة من مخيم قلنديا بثلاث رصاصات قبل نحو ثلاثة أسابيع. وسارع الموقعان لنشر الأخبار التي تؤكد أن قيام شومير بقتل الكسبة أمر كان يجب ان يحدث، وأن ملقي الحجارة يجب ان تطلق عليهم النار بهدف القتل.
والكثير من المواقع العبرية تبقي تعليقات تحرض بشكل مباشر على قتل الفلسطينيين، وتثني على قيام جنود الاحتلال بقتل الفلسطيني مقاتلا كان أم طفلا. في سنوات الانتفاضة الاولى، داهمت وحدات من المستعربين موقعا في احدى قرى رام الله واعتقلت شابين كانا مارين قربه بمحض الصدفة.
وضع احدهما في جيب عسكري والثاني الاصغر عمرا في السيارة المدنية التي تم دخول القرية بها. في طريقهم خارج القرية دهس السائق قطة، فتوقف على جانب الطريق ووضع رأسه على المقود وهو يعاني من صدمة الحدث، فقد قتل قطة.. زملاؤه هبوا لمواساته والتخفيف من شعوره بالذنب. وبعد أن ربتوا على كتفه وبكوا معه على القط المسكين.. عادوا لمواصلة ما قطعه عليهم الدهس.. عادوا لمواصلة التنكيل بالشاب المعتقل.