بدائل تل ابيب !! موفق مطر
كلما استشعر قادة دولة الاحتلال زيادة الضغط الدولي, يوجهون بضربات مركزة نحو مهندس السياسة الوطنية الفلسطينية الرئيس محمود عباس ابو مازن, فيتلقف رؤوس ادواتها المخلصين الاشارة, وينطلقون متنافسين, للنفخ في (ابواق اسرائيل الاعلامية ) حتى لو كانت مسجلة باسماء فلسطينية او عربية وحتى اجنبية, او تستخدم لغة الضاد في مواقعها (قواعدها) الخلفية, فأدوات اسرائيل ماكان لها احتلال هذه المساحة في الفضاء الاعلامي الفلسطيني والعربي, الا بدعم امن دولة الاحتلال واستخباراتها .
ليس صدفة نشاط السنة (حمساوية واسرائيلية ) بالعزف على ذات النوتة, منهم المتذاكي على الجمهور ( بلكنة تحليل ) فلسطينية, ومنهم المخادع دائما بلغة لا تحتاج لخبير ولا لتلسكوب لاكتشاف المختبر التي صنعت فيه ( اشاعاتهم ) وتقاريرهم (الطابورية الخمساوية), واغبى هؤلاء واشدهم تطرفا في استخفاف العقل الجمعي والذاكرة الوطنية للشعب الفسطيني, واحتقار السجل النضالي والكفاحي للشعب الفلسطيني, الذين لا ينفكون بالصبح والمساء بالعمل على تفريخ رواياتهم وتقاريرهم المسماة زورا اعلامية !! ..ويمهدون الطريق امام مطلوب للعدالة, خادم لمراكز القوى العالمية ومافياتها وسمسار تجارة السلاح, ليكون رئيسا للشعب الفلسطيني الذي باتت قضيته وسجلات كفاحه رمزا لقضايا التحرر والعدالة في العالم
لا تكاد تتراجع موجة حماس بتخوين الرئيس ابو مازن, الا وتليها موجة (المسترزقين ) من صناعة الاشاعة حول خلافة الرئيس ابو مازن ومنهج ادارته, تواكبهما تهديدات اسرائيلية لحياة الرئيس ومكانته, كرئيس وقائد للشعب الفلسطيني وحركة تحرره, فابو مازن, شخصية عالمية مؤثرة بعقلانيته, وصلابته, وتمسكه بالمبادئ, وتبصره البعيد المدى وحكمته المنيعة على الانفعال, والأهم من كل ذلك قدرته على استحداث مسارات للصراع الفلسطيني الاسرائيلي, ستؤدي حتما الى بداية ظهور الشروخ العميقة في بنية المشروع الصهيوني ومجتمع دولة الاحتلال, وانهيار احلام ركائز الدويلة ذات الحدود المؤقتة, ( امارة غزة ), ومصالح أعداء المصالح العليا للشعب الفلسطيني مركبة ومتفقة .
ما يحدث عناصر مخطط, تنفذ بدقة, فالتقاء كلام الحمساوي صلاح البردويل, مع طوفان اعلامي مبرمج عن (رحيل واستقالة ودكتاتورية الرئيس والتشكيك بشرعية رئاسته للشعب الفلسطيني ) مجرد تفاصيل بالعربية لتوجهات مكتب رئيس حكومة دولة الاحتلال الصادرة بالعبرية, فمكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اصدر بيانا أكد فيه أن دولته لن تأسف على رحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو استقالته، وأضاف مكتب نتنياهو: "عباس يشكل عقبة حقيقية أمام التوصل إلى تفاهمات مع الشعب الفلسطيني وهناك بدائل" ...الغريب وليس العجيب ان اسرائيل تشارك حماس حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني, وكأن هذا الشعب لم يعد له نصير في هذا العالم وحريص على مستقبله الا دولة الاحتلال, و(دويلة الاخوان ) بغزة !! فمراجعة بسيطة لتصريحات وكتابات حمساويين وآخرين مشتراة ضمائرهم بدولار دحلاني ومقارنتها مع ما يصدر عن مكتب نتنياهو يكتشف كل ذي لب ان جذر اللغة واحدة لأن صائغها وناظمها وكاتبها واحد !.
ربما عرف المواطنون الفلسطينيون الآن بعد هذا التصريح بعض اهداف تسهيلات سلطات الاحتلال لتمكين المواطنين من الدخول الى مناطق فلسطين عام 1948 ؟! وقد يتأكد الفلسطينييون الآن أن بدائل اسرائيل ستكون من جوقتها التي تساهم معها في نفخ الأبواق, وزرع الفتن, وتفجير الألغام على درب الرئيس ابو مازن, جوقة تسعى لتحقيق مافشلت به دولة الاحتلال بامكانياتها الجبارة, فقادتها عملوا منذ تولي الرئيس ابو مازن قيادة المشروع الوطني رئيسا منتخبا بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات على اغتياله سياسيا على الأقل ولم يفلحوا, لذا فقد لجأوا الى أدواتهم الميكروسكوبية, فجرثومة هنا, او بكتريا هناك , او فيروس هنالك, قد تؤذي بمالم تستطعه قوة نارية او صدمات او ضغوط مادية شديدة .
صفحات ومواقع (زلمة الفساد ) ذكرت ان الرئيس ابو مازن سيقدم استقالته بسبب انسداد الافق السياسي وعجز الولايات المتحدة عن تحمل مسؤوليتها, ما يوحي للقراء ان الرئيس ابو مازن موظف لدى الادارة الأميركية واسرائيل, فيما الحقيقة التي يعرفها قادة اركان فرقة الهجوم على الرئيس ابو مازن , ولا يطيقون الاعتراف بها " ان ما يسعى إليه الرئيس محمود عباس، هو تعزيز قدرة حركة فتح على الاستمرار في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية الى تحقيق كامل اهداف شعبنا ومن خلال المقاومة المشروعة في مواجهة الاحتلال وتعزيز الوحدة الوطنية بعد عجز المجتمع الدولي عن تحمل مسؤوليته وإجبار اسرائيل على الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية. وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت وخاصة تحديد تاريخ محدد لإنهاء الاحتلال، ويناضل أن تصبح دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة تمارس سيادتها على أرضها ومواردها على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 " وليسمح لي ابو نداء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الوطنية عزام الأحمد، اقتباس الفقرة السابقة من لقائه مع صوت فلسطين بالأمس, لأنها التعبير الحقيقي من مناضل اصيل, يرى الاخلاص والصدق في القادة رفاق الدرب, وليس كالذين لايشغلهم الا كيفية نيل رضا سادتهم في تل ابيب ...فهل الاحصنة المكسورة بانقلاب حزيران عام 2007 هي بدائل تل ابيب ؟! ..اذن فلتأخذهم تل ابيب, فهؤلاء خارج نظر واعتبار وميدان كفاح ونضال الشعب الفلسطيني وأهدافه .