فلسطين والمنطقة على صفيح ساخن
أسيل الأخرس
'لا الصيف ضل صيف ولا الشتا زي الي بنعرفو، راحت البركة والخير' هذا ما قاله المواطن جاسر عصفور 74 عاما في وصفه لحالة الطقس هذه الأيام.
وتشهد فلسطين والمنطقة ارتفاعا ملحوظا على درجات الحرارة ولم يعد ظل الشجر يقي من الحر.
وأضاف عصفور، 'أن هذا العام من الأعوام الأشد حرارة التي عايشتها، وبالرغم من أني أعيش في مدينة رام الله منذ غادرت اللد عام 1948، إلا ان رام الله لم تعرف يوما هذا الحر 'الشوب'، مشيرا إلى أن فصل الشتاء أيضا اختلف وكان المطر يهطل بشكل متواصل لأكثر من 40 يوما أما اليوم 'برد بدون مطر'.
وأشار إلى أنه في الماضي كان الناس يستظلون بالشجر أو بظلال المنازل وكانت كافية لتقيهم حر الصيف، والآن صوت محركات المراوح وأجهزة التكييف لا تفارق منازل وأماكن تواجد المواطنين.
ويقول مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو اسعد 'انه في شهر حزيران يونيو سجلت مدينة نابلس ارتفاعا في درجات الحرارة عن المعدل السنوي 27.9، لأكثر من 7 أيام حيث ارتفعت درجات الحرارة لتصل إلى 36.0، وفي مدينة أريحا ارتفعت درجات الحرارة لأربعة أيام ونصف فوق المعدل العام للمدينة، حيث وصلت إلى 42.2 مسجلة ارتفاعا بـ 6 درجات.
وأضاف 'ان درجات الحرارة في شهر تموز الحالي تجاوزت المعدل العام 10 ايام، حيث وصلت درجة الحرارة 37.4 في نابلس، كما وارتفعت درجات الحرارة في مدينة أريحا خلال شهر تموز 11 يوما عن المعدل السنوي للمدينة ووصلت درجة الحرارة إلى 44.8 مسجلة ارتفاعا بـ 7 درجات فوق المعدل العام.
واعتبر أن التقلبات المناخية جاءت على شكل زيادة موجات الحر خلال فصل الصيف، وزيادة موجات صقيع وهطول كثيف للثلوج ونقص كميات هطول الأمطار وكذلك خلل في توزيع الأمطار في فصل الشتاء.
وأضاف 'ان العالم يمر بمرحلة تغيير مناخي ارجعه العلماء في مجال المناخ الى ارتفاع نسبة ثاني اكسيد الكربون الذي يمنع عودة الاشعة الفوق بنفسجية الى الغلاف الجوي، او الى نظرية الدورة المناخية أي ان المناخ يعيد نفسه كل 30 عاما.
ويضرب هذه الايام فلسطين منخفض الهند الموسمي والذي يتشكل عادة في نهاية الربيع ويبقى حتى بداية الخريف يمتد من الهند مرورا عبر جنوب باكستان وافغانستان ليصل الى الجزيرة العربية وبلاد الشام واجزاء من أوروبا.
وتوقع ابو اسعد ان تستمر الجبهة الحارة منذ الأسبوع الماضي وحتى نهاية الأسبوع الحالي وسيبقى تأثير منخفض الهند الموسمي على بلاد الشام وكذلك على فلسطين، حيث ستبقى الأجواء حارة ودرجات الحرارة اعلى من معدلاتها السنوية مابين 5-7 درجات مئوية وايضا ارتفاع على نسبة الرطوبة خاصة فوق المناطق الساحلية وشبه الساحلية.
وحذر من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على صحة الإنسان ما يعزز الشعور بالضيق والانزعاج، مشيرا الى الضرر الذي من المتوقع ان تلحقه ارتفاع درجات الحرارة على المزروعات والحيوانات خاصة الطيور، منوها إلى وجوب العمل على زيادة عملية الري لتعويض النقص في كميات التبخر للمزروعات.
ويقول مساعد المدير العام للشؤون الفنية في شركة كهرباء القدس منصور نصار، 'إن فاتورة كهرباء شهر 7 تجاوزت الـ 100 مليون شيقل، في حين أن شهر 6 وأشهر الربيع لم تزد الفاتورة عن 65 مليون شيقل.
واضاف 'ويوم 26 من الشهر الحالي ارتفعت أحمال الكهرباء إلى الحمل الأقصى المعروف في الصيف إلى 320 ميجاوات لكافة المناطق التي تغطيها الشركة، مشيرا إلى أن العلاقة بين الأحمال ودرجات الحرارة علاقة طردية وترتفع الأحمال في فصل الصيف نهارا وفي فصل الشتاء ليلا'.
واكد على ان شبكة الكهرباء مستقرة ولم يحصل انقطاع طارئ، وان الاستهلاك في مدينة أريحا وصل فوق المتوقع حيث استهلكت المدينة 28 ميجاوات في ساعات الذروة.
وطالب المواطنين بتقنين استخدام اجهزة التكييف ووضعها ضمن درجات لحرارة المعقولة للتوفير على فاتورة الكهرباء.
ومن جهته قال تاجر اجهزة التكييف ايمن ناصيف 'ان هناك اقبال ملحوظ من المواطنين على شراء اجهزة التكييف هذا العام عن السنوات السابقة'، مؤكدا أن ذروة الاقبال كانت قبل حلول شهر رمضان المبارك'.
ويتراوح سعر جهاز التكييف ما بين 2500 ليصل الى 6000 شيقل حسب المساحة المراد تبريدها.
يشار الى ان المحافظات الجنوبية 'قطاع غزة' يعاني أيضا من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربي ، ويشكي المواطنون من الحر وعدم القدرة على تبريد منازلهم او شرب الماء البارد.
يذكر انه في الشتاء المنصرم ضربت فلسطين والدول المجاورة منخفضات جوية حيث وصلت درجة الحرارة في محافظة الخليل الى 4 درجات تحت الصفر مما يؤكد مقولة الاجداد 'ان السنة التي يحل فيها الصيف حارا تتبع بشتاء بارد'.