عائلة موسى في خان يونس ... شعور بالجنة في منزلها الجديد
'اشعر انني في الجنة... أريد أن أمحو جميع ذكريات السنين الماضية والقبر الذي كنا مجبرين على الحياة فيه'، هذا ما قاله اللاجئ نبيل موسى، تعقيبا على تسلمه منزل عائلته الجديد الواقع في مشروع الإسكان بخان يونس جنوب قطاع غزة، قبل أسابيع، بعد سنوات من العيش في سكن غير صحي وضيق إثر تدمير منزلهم بقصف إسرائيلي على القطاع.
وما أن قامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' بإعلامهم عن اختيارهم للاستفادة من مشروع الإسكان الجديد حتى قام موسى مع زوجتيه، فتحية وخضرة، بالتوجه إلى أقرب مركز إغاثة وخدمات اجتماعية لـ'الأونروا' ليقوموا بالتوقيع المشترك على عقد الإستملاك ليتمكنوا بذلك من الاستفادة من مكان السكن الجديد.
'قمت في الحال بالموافقة على سياسة الأونروا بالتوقيع المشترك بين الأزواج والزوجات، فليس لدى مشكلة في هذا'، قال موسى وهو يجلس على أرضية منزله الجديد الرحب ذو الأربع غرف والذي يملأه الضوء، والمطلية جدرانه باللون الزهري، والمبلطة أرضيته بتبادل منتظم ببلاطات سوداء وبيضاء.
ويقول نبيل: إنه مشروع داخلي خاص بالأسرة، وأنا أريد أن أجعل عائلتي سعيدة. ومن هي عائلتي؟ التي تضم ثماني ابناء اضافة الى زوجتيه، مضيفا 'علينا جميعا أن نستمتع بفرصة الحصول مع بعضنا على مسكن جدي'.
وقالت زوجته فتحية بسعادة 'شعرت بالفخر الشديد عندما طلبوا مني أن اوقع . شعرت أن حقي مصان، وفي نفس الوقت أحسست بالمفاجأة'، بينما قالت خضرة 'من الجيد أن تشعر المرأة أن لها حق في البيت الذي تسكن فيه'.
وتقوم 'الأونروا' حاليا بتسليم 449 وحدة سكنية في مشروع الإسكان بخان يونس لعائلات من اللاجئين تم اختيارها مسبقا، وحتى تاريخ 14 يوليو/تموز الحالي، وقعت 412 عائلة على عقود الاستملاك، انتقلت منها 324 عائلة فعلا لوحداتهم السكنية الجديدة حيث تم هدم منازلهم القديمة، فيما تنتظر 37 عائلة أخرى التوقيع على عقود الاستملاك.
وقالت فتحية: 'لقد تغيرت حياة أولادنا . لن يخجلوا بعد الآن من دعوة أصدقائهم إلى المنزل. يستطيعون الآن اللعب في الفسحة ورؤية الشمس'.
وتقول 'الأونروا' إن ما يقرب من نصف عدد الحالات المستفيدة من المشروع هي من الأسر المشمولة في شبكة الأمان الاجتماعي، ومنها أسرة موسى، من التي تعيش في مساكن محدودة المساحة محددة بمعيار أكثر من ثلاثة أشخاص لأقل من 50 مترا مربعا، وهذه الحالات تم تحديدها في أنحاء قطاع غزة عن طريق استخدام نظام حساب للنقاط يضع في الاعتبار معايير اجتماعية، ومالية، وثقافية، وفنية.
وحتى يوم 14 تموز، قامت 197 عائلة من حالات شبكة الأمان الاجتماعي بالتوقيع على عقود الإستملاك، انتقلت 127 عائلة منها إلى المساكن الجديدة وفق ما أورد تقرير للوكالة.
وحسب الوكالة الأممية، فإنه تم تمويل مشروع الإسكان هذا بمساهمة مالية قدرها 19.7 مليون دولار مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي، ويوفر هذا المشروع ما مجموعه 600 وحدة سكنية.