اغتيال البراءة.. الى الطفل الرضيع علي سعيد دوابشه
عبد الكريم السبعاوي
هل كنت تبحث عن ثدي امك
حين مددت ذراعاً طريه
وتلمست ما حول وجهك
ثم ظفرت بابهام كفك
فانطبقت شفتاك عليه
كبرعم ورد أصاب الندى
أم أن العدا
أمعنوا في التربص حولك
وهمُ يشهرون عليك المُدى
***
ما أنت أولنا يا علي
ولا أنت اخرنآ..
فاصطل الان ما نصطليه
من المهد للحد..
رد مثلنا يا علي حياض الردى
ارضع حليب المولوتوف
مت..
تعذب قليلاً
و مت
ولتكن شاهدا
لاغتيال البراءة فينا
***
احترق مثل كل الشموع
و اترك لنا نهنهات الدموع
و هذا الحصارْ
وما سنكابد من مرضٍ
وبلاءٍ وجوعْ..
انهم يطلقون علينا الدواعشَ
في كل أرضٍ لجأنا اليها
و يبنون في حدقات العيونِ
الجدارْ..
احترْق أنت بالنارْ
واترك لنا زمر المستوطنين
كلاباً تعاني السُعارْ..
وتنهش شعباً بأكمله ضمن
لائحة الانتظار
والاشقاءُ تذهب ريحهمُ
الطائفيةُ.. و الجهلُ..
و العجزُ.. و الاصطبارْ
***
احترق انت أما أنا يا عليْ
فسأذرو رمادك
من قمم الأطلسيْ
الى نيسابور
و انفخ في الصورْ
حتى يكون النشور
ويبعث من في القبور
سُكارى و ليسو سُكارى
تنوءُ بهم راسياتُ الجبالِ
ويرتَجُّ رملُ الصحارى
يدقون بالقبضات الصدورْ
نحن ولاة الدم المستباحِ
نريد علياً..
أعيدوه حياً..
ولا كُفءَ فيكم لمثل علي
فيا شجر الغرقد إزوَرّ عنهم
ولا ترعى فيهم ذمارا
و يا أمهات الرجالِ
ويا أخوات الرجالِ الغيارى
اتشحن عليه السواد
من النهر للبحر
واحملن قبل انتهاء الحداد
ولدن لنا كل يوم علياً
كما تلد الداجياتُ النهارا
جميلاً..
أصيلاً..
كريم الشمائل..
مثل عليٍ ابو الحسنينِ
و(من كنت بحراً له يا علي
لا يقبل الدر الا كبارا)*
*التضمين من قصيدة للمتنبي في مدح سيف الدولة