ضحايا الحر... 50 الف طير و500 طن بطيخ وموسم الزيت مهدد
محمد مسالمة _ أدت موجة الحر الى نفوق حوالي 50 الف طير دجاج وحبش خلال أيام، ونحو 500 طن من البطيخ، وسط توقعات بأن تمتد تأثيرات الموجة الى الانتاج الزراعي لا سيما زيت الزيتون. وقال وكيل مساعد القطاع الفني في وزارة الزراعة زكريا سلاودة:" ان البلاد خسرت 11 الف طير من الحبش، و11 الف طير من الدواجن اللاحمة، و30 الف طير من الدجاج البيّاض بحسب الاحصائيات الأولية". وأكد سلاودة لـ "الحياة الجديدة" ان معظم الخسائر في القطاع الحيواني كانت في الطيور، لأن طبيعة تربيتها في المزارع تقتضي وضع مجموعة من الطيور في المتر المربع الواحد، وبالتالي فإن كمية التهوية لا تكون بالحجم المناسب. ولم يشر الى خسائر اخرى في الأغنام والأبقار. وأشار الى ان الوزارة عممت ارشاداتها على المزارعين قبل بدء الموجة، الا ان ضعف الامكانيات المالية للمزارع لا تسمح له بإنشاء مزارع نموذجية، رغم امتلاكه الخبرة الفنية التي تجعله يتوقع الخسارة قبل حدوثها.
تلف 500 طن بطيخ
وأضاف سلاودة ان المزارعين اضطروا لاتلاف نحو 500 طن من البطيخ الذي اصبح غير مناسب للاستهلاك الادمي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي ادى الى تحوّل ثمار البطيخ من الداخل الى كتلة سائلة. وأوضح ان ثمار البطيخ التي قطفت بكميات كبيرة بعد شهر رمضان، تم تخزينها في اماكن ذات تهوية، ومجهّزة بجدران عازلة، الا أن الحرارة فاقت قدرتها على التحمّل، وكان من المفترض وضعها في مبردات. وأشار سلاودة الى ان معظم الخسائر الحيوانية والزراعية وقعت في محافظات جنين وقلقيلة وطولكرم، مشدداً على ان خسائر جنين كانت الاكبر لأن تربية الحيوانات فيها تتم بأماكن غير مغلقة كما أن ثمار المزروعات تكون معرضة لضربات الشمس بشكل مباشر. "اما بالنسبة للأغوار فالتربية والزراعة تكون في بركسات مغلقة وكمية الضرر تكون أقل". وبالنسبة للخسائر المتوقع ان تطال الأرض والانتاج في المرحلة المقبلة فإن نسبتها العالية ستكون على موسم زيت الزيتون، وفي هذا الخصوص قال رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية فارس الجابي لـ "الحياة الجديدة" إن موجة الحر سيكون لها تأثير سلبي على ثمرة الزيتون، لا سيما أن الفترة الحالية من نموها لها علاقة مباشرة بالانتاج.
موسم الزيت يشهد خسارة في الانتاج
وأضاف الجابي ان التأثير لن يكون على عدد الثمار، وانما على كمية الزيت لأن الفترة الحالية تمثل فترة بناء اللب الذي ينتج الزيت، ولكن الثمرة اكتملت وتصلبت وتحدد حجم نواتها. فالجفاف الذي تؤدي اليه الحرارة المرتفعة، وقلة الرطوبة في الثمرة سيقلل من حجم اللب وكمية الزيت. "وعندما تتعرض الشجرة لقلة الماء يحدث ذلك خللاً فسيولوجياً ويقلل من انتاج الزيت، لا سيما ان الاحتياجات المائية لشجرة الزيتون تكون مرتفعة بعد تاريخ 15 تموز".
اما الأشجار المزروعة حديثاً، فتؤدي الحرارة الى تقزيمها ووقف نموها. ورغم التأثيرات السلبية على كمية الزيت خلال الموسم الحالي، فان ثمة تأثير ايجابي على شجرة الزيتون فيما بعد الموسم الحالي يتمثل في زيادة نشاط الشجرة كما يقول الخبير الجابي. وأشار الى ان المرحلة الحالية تفتقد الى توقعات يمكن ان تكون دقيقة بخصوص ما يمكن فقده من كمية الزيت خلال الموسم الحالي، لأن ظروف الطقس لا يمكن ضمانها في الفترة المقبلة، ولكن الشيء الواضح ان كمية الزيت ستكون أقل من الطبيعي. كما أن التدخل البشري في هذه الحالات يكون صعباً؛ لأن مزارع الزيتون في العادة واسعة وهي في اراض غير مروية.
جولة لوزير الزراعة
وللوقوف على حجم الضرر، بادر وزير الزراعة سفيان سلطان في باكورة نشاطه بعد يوم على ادائه اليمين القانونية، بإجراء جولة تفقدية اليوم، لمزارع الحبش والدواجن التي نفقت في طولكرم. وشملت الجولة مزارع الحبش والدواجن في بلدة علار، حيث ادت موجة الحر الشديدة الى نفوق الاف طيور الدواجن وسجل حتى الان نفوق 3000 طير حبش بوزن التسويق و5000 طير دجاج بياض في تلك المزارع ، والتقى سلطان اصحاب المزارع المتضررة ووعد بدراسة وتقديم الدعم اللازم للمزارعين. لم يكن تأثير موجة الحر ناعماً على القطاعين الزراعي والحيواني في فلسطين، فالخسائر الأولية مرتفعة، وربما تزداد سخونة على المزارع مع توالي ارتفاع درجات الحرارة.