عائلات تُخيم على شاطئ البحر لحين انتهاء موجة الحر
عبد الهادي عوكل - لم يجد المواطن فارس عبد الرحمن 35 عاماً، سبيلاً للهروب من موجة الحر الشديدة في قطاع غزة إلا اللجوء لشاطئ البحر مع أسرته المكونة من خمسة أفراد، مستأجراً خيمة لمدة أربعة أيام في إحدى الكافتريات على شاطئ البحر شمال قطاع غزة. ولوحظ اكتظاظ المواطنين على شاطئ البحر على مدار الساعة خلال اليومين الماضيين، كحالة أشبه بالهجرة الداخلية من المنازل للبحر، حتى أن بعض المواطنين لم يجدوا متسعاً لهم للتخييم على شاطئ البحر، فاضطروا لاستئجار خيام جاهزة وبأسعار مرتفعة نظراً لحالة الطلب الشديدة منذ بدء موجة الحر. ويقول المواطن "عبد الرحمن" لـ "الحياة الجديدة"، " لم أستطع تحمل الحر في ظل انقطاع التيار الكهربائي، خاصة عندما رأيت أطفالي يبكون من الحر مع فترة انقطاع التيار الكهرباء، فقررت استئجار خيمة على البحر والمكوث فيها لحين انتهاء الموجة التي من المتوقع ان تنتهي نهاية الأسبوع الجاري. وأضاف، أن الأجواء على البحر رغم الرطوبة العالية أفضل حالاً من المنازل التي أصبحت أشبه بالأفران. من جهتها، أوضحت الزوجة، أن أبناءها يصرخون خاصة طفلها الرضيع "مهدي"، من شدة الحرارة في الشقة، وأن الحرارة انتشرت في جسمه ولم تعد قادرة على اسكاته من البكاء إلى بوضعه في مسبح الأطفال، فيما طفليها الآخرين تحممهما نحو 10 مرات يومياً. وقالت، أنه أمام هذه الحالة قررت أنا وزوجي الذهاب للبحر حيث درجات الحرارة ألطف من المنزل، على أن نعود بعد انتهاء موجة الحر. من جهته، أوضح "محمد عطية" صاحب كافتيريا على شاطئ البحر، أن الطلب على الخيام كبير ولم يعد هناك متسع لديه بسبب اكتظاظ المواطنين، لافتاً إلى أن عائلات بأكملها تبيت في الخيام. وعن أسعار الخيام، أوضح أنها تؤجر في اليوم الواحد بـ 50 شيقلاً. من جهة أخرى، أشار "عطية"، إلى أن شبان كثيرين ينهالون على البحر في ساعات المساء ويستأجرون طاولات لساعات الفجر. يشار إلى أن العمل بجدول 8 ساعات وصل ومثلها قطع في قطاع غزة مع موجة الحر، دفع العائلات للهجرة المؤقتة للبحر، حيث خلال ساعات القطع لا يوجد بديل لتخفيف درجات الحرارة من مراوح ومكيفات، وأن بدائل التيار الكهربائي من مولدات وشواحن لا تقوى على تشغيل المراوح والمكيفات.