مصرع 16 مواطنا في شجارات منذ بداية العام
بسام أبو الرب
شهدت محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، منذ بداية العام الحالي آلاف الشجارات، رصدت خلالها الشرطة الفلسطينية وقوع أكثر من 3650 شجارا، نتج عنها مقتل 16 مواطنا، كان آخرها يوم الأربعاء الماضي عندما قتل مواطن من مدينة قلقيلية.
وأوضح الناطق باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات في حديث لـ'وفا'، أن الشرطة سجلت منذ بداية العام وقوع 3650 شجارا في جميع محافظات الضفة بما فيها ضواحي القدس، نتج عنها 16 حالة قتل.
وأشار إلى أن شهر رمضان شهد 974 شجارا، نتج عنها 5 حالات قتل، إضافة إلى تسجيل 200 إصابة، وتوقيف 664 مواطنا شاركوا في الشجارات، فيما أنهت الشرطة 776 شجارا، مشددا على أن أسباب هذه الشجارات في الغالب بسيطة ولا تحتاج إلى ردود الافعال التي تحدث من قبل افراد العائلات مع بعضهم البعض على أمور وثقافة خاطئة.
وبين ارزيقات أن من أسباب الشجارات في العادة، إما على حدود قطعة أرض أو خلافات مادية أو مشادات كلامية أو خلافات بين الأطفال تتطور إلى شجارات كبيرة تكون عواقبها كبيرة مثل القتل والتشريد وحرق المنازل وغيرها.
وقال: إن طبيعة الاسلحة المستخدمة في الشجارات، إما أسلحة نارية وتسبب أكثر حالات القتل، وجزء منها آلات حادة من سكاكين وخناجر وغيرها.
وأضاف ارزيقات أن خسائر وأضرارا مادية وقعت نتيجة الشجارات، من حرق للبيوت والممتلكات كما حدث في الخليل وبيت لحم ونابلس، موضحا أن هذه الاعمال تكون كردة فعل على حالات القتل، خاصة في المناطق المصنفة 'ج' والتي تحتاج لتنسيق من أجل وصول قوات الأمن التي تمنع هذه الافعال وتقوم بحماية الممتلكات والمواطنين والسيطرة على هذه الشجارات.
وأكد أن أعلى نسبة للشجارات كانت في الخليل ثم رام الله ثم نابلس، مشددا على أن إجراءات الشرطة تتمثل في احضار المتشاجرين وتقديمهم للعدالة، وقال: 'الشرطة وحدها لا تفي بالغرض وتحتاج إلى قوات أمن أخرى، وهناك تنسيق كبير بين مختلف المؤسسات التي تعمل جميعها، من أجل فرض الأمن والنظام'.
وأشار ارزيقات إلى أن وجهاء العشائر والقضاء العشائري، لهم دور مساند للأمن والقانون، لكن لهم اجراءات بعيدة عن الاجراءات القانونية، ويتم التماشي مع أرائهم في محاولة لتهدئة النفوس لعدم تفاقم الشجارات.
من جهته، أكد داوود الزير احد وجهاء العشائر في جنوب الضفة، أن الحلول العشائرية تضع حدا للثأر وتفاقم الشجارات، خاصة عقب وقوع حالات القتل، وتزايد كثرة الشجارات جعل الناس تلجأ للقضاء العشائري كونه اسرع في البت من القضاء المدني الذي قد يأخذ وقتا طويلا، ويبقى 'الجرح مفتوحا' بين المتخاصمين.
وقال: إن التزام الاطراف المتخاصمة في الحل العشائري ودفع الدية في حالات القتل، يعني الرضا بالحلول السلمية وايقاف الثأر والدم، مؤكدا اهمية الدور الذي تقوم به الشرطة والاجهزة الامنية لكنها في الغالب لا تمنع ما قد يحدث بعد وقوع الشجارات.
وأضاف الزير أن الحلول ليست سهلة للقضاء على حل هذه المشكلة الخطيرة في المجتمع الفلسطيني، وعلى القضاء المدني ايقاع أقسى العقوبات خاصة بجرائم القتل، لتعتبر رادعا لمن تسول له نفسه بالقيام مثل هذه الافعال مرة أخرى.
بدوره، رفض نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون المجتمعية ماهر أبو زنط، اعتبار انتشار الشجارات ظاهرة بل هي مشكلة اجتماعية كبيرة، وتزايدت في السنوات الأربع الماضية ولا يمكن السكوت عنها، حتى لا تنتشر بشكل واسع، ما سيؤدي إلى زعزعة وتفكك المجتمع بشكل كبير.
وتحدث أبو زنط في حديث لـ'وفا'، عن أسباب انتشار وكثرة الشجارات منها: سهولة تناول واستخدام السلاح بين افراد المجتمع، وعدم وجود قانون رادع للأشخاص المتورطين في الشجارات، والضغوطات النفسية والاجتماعية التي تواجه المجتمع باعتباره مجتمعا مظلوما مر بسلسلة من المتغيرات أبرزها الاحتلال وما نتج عنه، ما سبب حالة من الاحباط واليأس، وسبب نوعا من الكبت والانفعال بشكل كبير.
وقال: إن وسائل الاعلام مثل الافلام والمسلسلات لها تأثير كبير من حيث تصوير مدى سهولة القتل، اضافة الى غياب التربية في الأسرة ، وغياب الوازع الديني وعدم التحكيم إلى المنطق والعقل، وغياب القيم الاجتماعية القديم وعدم احترام الكبير.
وشدد أبو زنط على ضرورة معاقبة المتورطين في القتل والشجارات من قبل الاجهزة الأمنية، ومعاقبة أي شخص يعتدي على انسان حتى لو كان مظلوما، وأهمية سرعة البت في القضايا العائلية، لمنع اخذ القانون باليد، وضرورة التركيز على دور المساجد والاهل في تنشئة وتربية الأجيال، والعمل على انشاء نواد لتفريغ طاقات الشباب المكبوتة.