'الموت' لا يفارق دوما
بسام أبو الرب
منذ أيام عشر لم تفارق لحظات الموت ورائحته، قرية دوما جنوب نابلس، ولا جدران منازلها التي أصبحت سوداء، بعد أن تاهت لحظات براءة طفولة علي دوابشة (18 شهرا) بين نيران أشعلها مستوطنون طالت الأب والأم والأخ، وغلبها الحقد والكراهية لتبقي عائلة بأكملها تصارع الموت.
يوم أمس السبت أعلن عن استشهاد الأب سعد دوابشة (31 عاما) في مستشفى 'سوروكا' في بئر السبع، بعد صراع مع حروقه وجروحه لأكثر من أسبوع، جراء الحريق الذي أدى إلى استشهاد طفله الرضع علي، وإصابته وزوجته ابنة عمه ريهام (28 عاما) وطفله أحمد (4 سنوات) بحروق خطيرة.
مساء الجمعة كانت مسيرة المشاعل في دوما لروح الشهيد الرضيع علي، وإعلانا بانتهاء بيت العزاء. مواطنون من القرية أكدوا لـ'وفا' أن الأوضاع في دوما مقلقة والناس يعيشون حالة من الغضب والترقب والانتظار، لمعرفة مصير باقي عائلة دوابشة التي تتلقى العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
وما زالت الأم التي تنتشر الحروق في كامل جسدها، والابن أحمد يرقدان في أحد المستشفيات الإسرائيلية في حالة صحية صعبة.
ويقول المواطنون إن أهالي القرية عادوا لترتيب بيت عزاء آخر، لوالد الطفل علي، وكأن لسان حالهم يقول من سيلحق بهما بعد؟ حيث يعيشون حالة الترقب في بيت العزاء ويتلهفون لسماع أية أخبار مطمئنة على حياة الأم والابن.
مسؤولون دوليون ورؤساء دول وصفوا ما جرى في قرية دوما بأنه جريمة، ودعوا إلى تقديم مرتكبيها إلى العدالة، فيما نقل جثمان علي المحترق إلى المقبرة.
الجمعة وصلت أخبار بانتكاسة حالة الوالد سعد، وقبلها كانت الأخبار تتحدث عن استقرار حالته الصحية، وأن الأمور بحاجة فقط لوقت في ظل إدراك خطورة الأوضاع الصحية للعائلة. لكن صدمة الفلسطينيين، عندما تم الإعلان عن لحاق الأب بالرضيع، ورغم خطورة الوضع الصحي للأم إلا أن أقاربها وأهالي القرية متمسكون ببصيص أمل.
وتحدث المواطنون عن الحالة الصحية لوالدي الشهيد سعد دوابشة، التي هي أصلا لا تحتمل الصدمات، حيث يعاني الأب من مرض الكلى والسكري، فيما تعاني الأم من الضغط والهزل .
والدة الرضيع الشهيد علي التي تعيش وضعا صحيا خطيرا، وولدها أحمد الذي وصفت حالته بالمستقرة، ما زالا يصارعان البقاء والنجاة من نيران الحقد التي أشعلها المستوطنون، فيما يبتهل المواطنون إلى الله أن يبعد الموت عن العائلة وعن قرية دوما.