مسيرة شعبية تدخل عامها الخامس..
شادي جرارعة
في زمان ومن مكان واحد تنطلق مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية، باتجاه الشارع الرابط بين القرية ومدينة نابلس، منذ أربع سنوات متتالية دون توقف ولو ليوم واحد.
بدأ الأمر في شهر تموز عام 2011 حين قرر أهالي تلك القرية التي تبعد عدة كيلومترات إلى الغرب من نابلس، تدشين حركة احتجاج سلمية للفت الأنظار إلى ما يعانونه جراء إغلاق جيش الاحتلال للشارع المؤدي إلى قريتهم.
خلال الأربع سنوات الماضية جرت المسيرات على الوقع ذاته، ففي كل أسبوع ترتفع أعمدة الدخان الأسود في سماء القرية بعد إشعال إطارات المركبات المتهالكة، ويتمترس الجنود خلف المكعبات الاسمنتية، وتبدأ المواجهات، التي تتطور غالبا إلى ملاحقة قوات الاحتلال المتظاهرين إلى داخل القرية وهناك تقع مواجهات أخرى.
كفر قدوم كغيرها من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، سارت على طريق المقاومة الشعبية لاسترداد أرضها المسلوبة.
وقال منسق المقاومة الشعبية في القرية مراد شتيوي: 'انطلقت المسيرة الأسبوعية في كفر قدوم لفتح الشارع الرئيس، ولكن مع استمرار المسيرة لأربعة اعوام ودخولها العام الخامس اتسعت اهدافها ولم تعد تقتصر فقط على فتح الطريق، بل تطورت لحماية أراضينا من الزحف الاستيطاني وحماية تلك التي تقع بين الشارع المغلق ومستوطنة 'كدوميم'.
وتعود خلفية القصة إلى عام 2003 حين وسع الاحتلال مستوطنة 'كدوميم' وأغلق الطريق في وجه مواطني القرية، فأصبح لزاما عليهم السفر يوميا لمدة ساعة، فيما كانت الطريق المغلقة لا تستهلك من وقتهم أكثر من 15 دقيقة، كما يقولون.
الخمسيني عاكف جمعة، الذي يخرج في المسيرة منذ يومها الأول، ولم يتخلف يوما واحداً عن المشاركة، استخدام قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز والمياه العادمة، لقمع المتظاهرين، قال: 'من حقنا أن نطالب بفتح الطريق المغلق منذ 13 عاما'.
الطفل عبد المهدي (15 عاما)، والذي يشارك في المسيرة منذ 3 سنوات، قال: 'خرجت لوحدي للمسيرة وأعرف أن هناك خطرا قد أتعرض له في أي لحظة، نحن نطالب بحقنا ولن نعود حتى تقوم قوات الاحتلال بفتح الطريق والرضوخ لمطالب القرية'.
هذا ما أكده شاب يبلغ من العمر (20 عاما)، والذي أعتبر مسيرة كفر قدوم حق لأهالي القرية للمطالبة بفتح الطريق، وأضاف: 'اخرج في المسيرة منذ يومها الأول، وأنا مقتنع أنه في نهاية المطاف سنحقق ما نريده رغم القمع والتنكيل'.
بالعودة إلى التاريخ القريب، تخللت تلك المسيرة أحداثا كثيرة، لكن حادثة إطلاق الكلاب صوب المتظاهرين كان أكثرها وحشية بحق المتظاهرين، ففي عام 2012 أطلق جنود الاحتلال أثناء ملاحقة المتظاهرين، كلبا صوب أحمد شتيوي، أمام عدسات الكاميرات، فيما كان الجنود ينظرون إلى الكلب وهو ينهش أطراف الشاب.