خلود تزيل حروق الطفل دوابشة بـ"أدوات التجميل"
محمود أبو عواد - رغم التشوه الذي احدثه لهيب نار "ارهاب المستوطنين" بجسد الطفل علي دوابشه من قرية دوما جنوب شرق نابلس، حاولت الفنانة التشكيلية خلود الدسوقي (23 عامًا) من سكان خانيونس جنوب قطاع غزة، ترسيخ الابتسامة الأخيرة للطفل دوابشة باستخدام "مساحيق التجميل".
وتسجل الدسوقي وهي خريجة كلية الفنون في جامعة الأقصى، الحالة الأولى على مستوى فلسطين والوطن العربي التي استطاعت بنجاح باهر استخدام مساحيق التجميل (المكياج) لإظهار موهبة الرسم والفن التشكيلي بأنواعه المختلفة.
وتقول الدسوقي لـ "القدس" دوت كوم، إنها نجحت بشكل احترافي في رسم صورة الطفل دوابشة، مبينة، أن هدفها كان استخدام هذه الأداة الجميلة "المكياج" لإظهار الصورة الأجمل التي يجب أن تبقى راسخة في أذهان الفلسطينيين، بدلا من تلك الصورة القاسية التي صنعتها نيران المستوطنين في وجهه وجسده.
وأضافت، "استخدمت كل إمكانياتي لإزالة تلك الحروق التي عمد المحتلون لرسمها في مخيلتنا، ولإزالة تشويه صور أطفالنا الأبرياء"، مشيرةً إلى أنها سترسم بذات الطريقة صورة للطفل محمد أبو خضير الذي أحرق أيضا على يد مجموعة من المستوطنين منذ عام.
وبينت، أن هدفها من ذلك "إحياء الطفولة البريئة والجميلة في عقول الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بدلا من تلك الصورة التي يحاول الإسرائيليون إظهارها ليبثوا الخوف في قلوب أطفالنا".
وعن موهبتها، قالت الدسوقي إنها منذ صغرها تعشق الرسم والفن التشكيلي، موضحة أنها لجأت دائمًا لتجربة أشياء جديدة في محاولة لإضافة أداة جديدة للفن الذي تتقنه، وكان من ذلك أنها استخدمت "الكحل" سابقا، قبل أن تلجأ لتجربة استخدام "مساحيق التجميل" التي أظهرت أداة أكثر جمالاً لتطوير عملها.
وأشارت إلى أنها ستحاول باستمرار تحسين أدواتها الفنية لتقديم فن تشكيلي بصورة أجمل من المتعارف عليها بين الفنانين.