أزمة المياه في نابلس تتفاقم .. ومواطنون يطالبون باستقالة الشكعة
استقالة 3 من أعضاء البلدية
رومل السويطي بعد أقل من 24 ساعة من مظاهرات صاخبة وقعت في المنطقة الشرقية بنابلس مساء أمس احتجاجا على انقطاع المياه عن المواطنين هناك، تخللها أعمال شغَب وتخريب للممتلكات حسب مسؤولين محليين، تظاهر عدد من المواطنين غالبيتهم من شباب مدينة نابلس اليوم الاثنين أمام مبنى البلدية، مطالبين باستقالة المجلس البلدي وفي مقدمتهم رئيس البلدية غسان الشكعة، وأعقب ذلك إعلان ثلاثة من أعضاء البلدية استقالتهم، فيما أكد الشكعة أن هذه المظاهرات مفتعلة وتهدف إلى المس بالنظام السياسي الفلسطيني، إلى جانب عدم رغبة كثير من المواطنين دفع المستحقات المالية المتراكمة عليهم وخاصة "المياه".
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية الغاضبة بمشاركة العشرات من المواطنين يتقدمهم عدد من النشطاء المحليين من ميدان الشهداء واستقرت أمام مبنى البلدية،، حيث تم إغلاق الشارع أمام مبنى البلدية لأكثر من نصف ساعة وسط هتافات غاضبة من المحتجين. وقد هتف المشاركون في المسيرة بشعارات تندد برئيس البلدية المحامي غسان الشكعة وتدعو إلى استقالته فورا، كما شدد المتحدثون في المسيرة على أن هناك قرارا شعبيا من أبناء محافظة نابلس بضرورة رحيل الشكعة من منصبه.
ووفق القائمين على المسيرة الاحتجاجية، فقد اجتمعوا مع محافظ المدينة اللواء أكرم الرجوب ومجلس إدارة غرفة تجارة نابلس وبعض الشخصيات الاعتبارية وفصائلها للوصول إلى قرار جمعي بحل الأزمة التي تولدت في نابلس جراء تصرفات رئيس البلدية الحالي - حسب وصفهم- والعمل على إطفاء غضب المواطنين الذي بدأ يتصاعد بشكل كبير، بحسب تعبير المشاركين في المسيرة. نشطاء: نرفض سياسة الشكعة وتحدثت "الحياة الجديدة" على هامش المسيرة مع المواطن جمال كيكح أحد النشطاء المشاركين في المسيرة، والذي أكد أن المواطنين انتخبوا الشكعة وزملائه حتى يقدم الخدمات لأبناء المدينة وليس لمعاقبتهم، موضحا أن تصرفات الشكعة أصبحت لا تطاق، واصفا إياه بأنه يتعامل مع نابلس وكأنها مُلك خاص به، موضحا بأن الشكعة وعلى سبيل المثال قام بتحويل موقع "سما نابلس" الذي كان متنفسا لعامة المواطنين وبضمنهم عديمي الدخل لموقع تجاري، نتج عنه حرمان الفقراء والمسحوقين حتى من بعض الوقت للتنفس والترويح عن النفس. وأشار إلى أن السبب الرئيسي لاستنكاف نسبة كبيرة من المواطنين عن دفع ما عليهم من مستحقات جاء بسبب سياسة الشكعة التي وصفها بـ "التعسفية" موضحا بأنه شخصيا كان طيلة الوقت يدفع ما عليه من مستحقات، إلى أن جاء الشكعة وبدأ باتخاذ إجراءات غير منطقية أدت إلى تفاقم الأزمات المتعلقة بالبلدية، وبضمنها الديون. وقال بأن الشكعة يتذرع بارتفاع نسبة استهلاك المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة مؤخرا، منوها إلى أن أهالي نابلس عاشوا لسنوات طويلة وفي كافة الأجواء ولم يحصل أن يتم قطع المياه بالشكل الذي تقوم به البلدية حاليا.
الشكعة: الحوار هو الطريق الامثل لحل كافة الإشكالات من جهته، عقد رئيس البلدية اليوم مؤتمرا صحفيا في مقر البلدية أعرب فيه عن أسفه لتخريب الممتلكات العامة خلال احتجاج بعض المواطنين على قطع المياه عن بعض الأحياء في المدينة، وقال أن من حق المواطن الاحتجاج لكن ليس بهذه الطريقة. كما أكد أن الحوار هو الطريق الأمثل لحل كافة الإشكالات.
وحول أسباب قطع المياه عن بعض الأحياء قال أن الظروف الجوية السائدة زادت من نسبة استهلاك المواطنين للمياه بنسبة كبيرة جدا، مما أدى الى قطع المياه، وقال بأنه شخصيا تم قطع المياه عن بيته حوالي أسبوع، منوها إلى أنه ليس من صلاحيات بلدية نابلس تزويد بعض القرى والمخيمات بالمياه ورغم ذلك تقوم البلدية بتزويدها بالمياه انطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية.
أما فيما يتعلق بعدادات الدفع المسبق للمياه، فقد أوضح أن لها آثارا إيجابية في توفير المياه وتخفيف الفاقد والتغلب على مشكلة الديون المتراكمة، وقال أن هناك مشاورات مستمرة بشأنها مع سلطة المياه ووزارة الحكم المحلي، وقال بأن البلدية تأخذ بعين الاعتبار ظروف بعض الحالات الاجتماعية موضحا أن البلدية تتعامل معها وفق ظروفها ولا تثقل كاهلها، حتى ان البلدية في بعض الأحيان تقوم بتجميد ديونها.
وقال الشكعة أن بلدية نابلس تغذي 18 تجمعا سكانيا في المحافظة، موضحا ان الديون المستحقة على المواطنين في موضوع المياه حتى نهاية شهر تموز وصلت الى ما يقرب من 178 مليون شيقل، أما مجموع الديون فيصل إلى ما يقرب من 296 مليون شيقل و 11 مليون دينار أردني.
وفيما يتعلق بالدعوات المنادية باستقالته، قال الشكعة بأن هذا القرار بين يدي الرئيس أبو مازن، موضحا بأنه جاء بإرادة الناخبين، ومما لاشك فيه أن هذا المجلس يخطى ويصيب، لكنه في المحصلة جاء لخدمة المواطنين ويعمل من أجل ذلك، وقد تأثر المجلس الحالي بظروف ومستجدات خارجة عن إرادته ربما كانت سببا في زيادة الإشكالات أمامه. استقالة 3 أعضاء وفي وقت لاحق، قدّم ثلاثة من أعضاء المجلس البلدي استقالاتهم وهم عاصم سالم وسعيد هندية وساهر دويكات، ليضافوا إلى عضوين آخرين كانوا قد استقالوا قبل حوالي عام، وبالتالي فإنه في حال استقالة عضوين آخرين فسيتم حل المجلس البلدي تلقائيا. وأكد عضو المجلس البلدي عاصم سالم في اتصال هاتفي مع "الحياة الجديدة" أنه وزميليه سعيد هندية وساهر دويكات، قرروا تقديم استقالتهم "غداً الثلاثاء" بشكل رسمي للبلدية، موضحا أن هناك عضوا رابعا من المتوقع أن يقدم هو الآخر استقالته، وقال أن سبب الاستقالة يأتي على خلفية احتجاج مئات المواطنين أمس ضد البلدية، مؤكدا حرصه وحرص زملائه على السلم الأهلي لأن نابلس فوق الجميع حسب وصفه.