عضو كنيست ليكودي: المستوطنون لم يقصدوا قتل دوابشة بل حرق المنزل
خلدون البرغوثي - قال عضو الكنيست عن حزب الليكود مخلوف ميكي زوهر إن المستوطنين الذين أحرقوا منزل اسرة دوابشة، لم يكونوا يقصدون قتل أفراد العائلة.
الحوار التالي اجراه مراسل لصحيفة "هآرتس" نير غونتارز، ويكشف طريقة التفكير اليمينية، وموقف اليمين الإسرائيلي من قتلة الفلسطينيين وحتى من قاتل يتسحاق رابين نفسه، وموقفهم من اليسار الإسرائيلي الذي يعمل في رصد انتهاكات الاحتلال لحقوق الفلسطينيين.
وقال زوهر وهو عضو بديل في لجنة الخارجية والامن أيضا، " إن "الأحمق الذي أحرق منزل العربي–وأقولها بشكل رسمي- لم يكن ينوي قتل أي شخص.
وقال زوهر الذي يحمل شهادة في القانون إن اجندة الناشطين في حركة "تدفيع الثمن" هي تخريب الأملاك وليس قتل الأطفال.
وحين رد عليه مراسل هارتس بالقول: لقد قتلوا رضيعا، وكتيب الارشادات الذي عثرت المخابرات "الشاباك" عليه عندهم تضمن إرشادات عن حرق البيوت، وفي التفاصيل، كيفية حرق منزل وأصحابه فيه.
فقال زوهر، ان الحركة حركة سيئة ولكن ليس في اجندتها قتل الرضع.
عضو الكنيست الليكودي ميكي زوهر
فأجابه المراسل: كلا، فمن الواضح أنه كان هناك أشخاص في هذا المنزل، فهل انت على تواصل معهم لتكون على يقين؟
فقال زوهر: لا أعرفهم، ولست على تواصل معهم ولا أنوي ان افعل.
وحين سأله المراسل حول أن معظم منفذي عملية القتل بحق الفلسطينيين وحتى قاتل رابين نفسه كلهم جاؤوا من خلفية يمينية، مثل عامي بوبر (منفذ مجزر عيون قارة وقتل فيها سبعة عمال فلسطينيين 1990)، وباروخ جولدشتاين (منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994)، وايغال عامير (قاتل رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق يتسحاق رابين).
قال زوهر، في اليمين هناك تفاحات عفنة، لكن هذا لا يعني ان كل اليمين سيئ، واليسار فيه تفاحات فاسدة أيضا.
فقال المراسل: لكن لا يوجد قتل من اليسار.
فقال عضو الكنيست: بنظري قد لا يكونون قتلة، ولكن من ينتمون الى "بتسيلم" و"كسر الصمت" هم أيضا تفاحات فاسدة.
وبتسيلم هو (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، أما "كسر الصمت" فهي حركة يديرها جنود إسرائيليون سابقون، ويعملون على فضح الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المواطنين.
وعندما قال له المراسل إنه لا يصدق أنه من الممكن اجراء هذه المقارنة (بين القتلة اليمينيين وبين منظمات حقوق انسان يسارية)، قال زوهر: هؤلاء يتسببون بضرر بالغ لدولة إسرائيل.
فقال المراسل: انهم فقط يوثقون الحقائق التي تجري في المناطق (الفلسطينية)، ولا يختلقونها، قال زوهر: "هذا رأيك، أما في رأيي فهم يسعون الى الإضرار بشرعية دولة اسرائيل وجيشها.
وحين كرر مراسل هارتس السؤال عن ان القتلة جاؤوا من خلفية ايديولوجية يمينية، رفض زوهر هذا الطرح وقال: لن تجد بين قادة اليمين من يؤمن أن القتل ضروري، هؤلاء القتلة مريضون نفسيا.
مراسل هارتس: ايغال عمير، عامي بوبر، جولدشتاين ليسوا مرضى نفسيين، ربما أن ترى انه من المناسب ان تراهم كذلك، لكنهم ليسوا مرضى نفسيين من الناحية الطبية والقانونية.
مئير اتينغر.. حفيد مئير كهانا.. وعلى دربه في كراهية العرب.
زوهر: بل هم مرضى نفسيون.
المراسل: كلا، انهم مؤمنون بالايديولوجية اليمينية. زوهر: انهم مرضى نفسيون، لكنني سعيد ان المحكمة لم تجدهم كذلك حتى يقضوا سنين طويلة في السجن.
المراسل: أرأيت، هم ليسوا مرضى نفسيين، هم جزء من تلك النبتات التي تترعرع في حديقة اليمين، وعليك تقبل هذه الحقيقة.
زوهر: أنا ترعرت في هذه الحديقة، وانا شخص ملتزم بالقانون وأدين ما قاموا به.
المراسل: تدين ما قاموا به وتنفي الانتماء الى ما ينتمون اليه.
زوهر: كما أفعل أنا في اليمين، عليكم ان تفعلوا ذات الشيء في اليسار، اجتثاث التفاحات الفاسدة، وبهذا يتحقق المجتمع السويّ.
المراسل: انا في متاهة هنا، حسبما تقول، فعلي اجتثاث نفسي.
زوهر: انت تبدو شخصا لطيفا، تبدو جيدا. ليس من المقبول ان تعتبر الجناح اليميني كله ظلاميا، وهو ليس كذلك. الأغلبية المطلقة في اليمين يؤمنون أنه لا يجوز ان ترتكب جريمة قتل بأي شكل من الأشكال. ولا يجوز لأي كان ان يظهر اليمينيين وكأنهم ظلاميون ومحرضون على القتل. هذا كل ما في الامر.
المراسل: شكرا سيدي، على هذا الحوار.
زوهر: هناك شيء مهم بالنسبة لي، انشر ما قلته أنا كما قلته أنا.
المراسل: ثق بي في هذه الناحية.
زوهر: مع من كنت اتكلم؟
المراسل: نير غونتارز.
زوهر: شكرا نير.