الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع  

الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع

الآن

العبيدية على صفيح ساخن..!!

اسامة العيسة - أصبحت بلدة العبيدية، شرق بيت لحم، أكثر معرفة لمواطني الضفة الغربية، بعد إغلاق القدس، من قبل الاحتلال، في 30 آذار 1993، حين بدأ الناس، بسلوك طريق وادي النار، الذي يمر بالبلدة، التي تقع على حافة البرية، الممتدة حتى البحر الميت.

وتصدرت العبيدية، الأخبار، أكثر من مرة، خلال الحقبة التي أعقبت اتفاق أوسلو، بسبب شهدائها الذين ارتقوا، وسجنائها، وبعض أبنائها، الذين ارتبطوا بمصطلحات معينة، في النضال الوطني، مثل الأسير المحرر عامر أبو سرحان، الذي وصف بانه مفجر ثورة السكاكين.

في الأسبوعين الماضيين، بدا ان البلدة، تعيش تململا مِنْ نوع معين، له انعكاسات على باقي المحافظة، بدأ بمنشورات على الفيس بوك، وهو ما دعا، على الأغلب قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة، إلى تنظيم زيارتين، لمعلمين مهمين يقعان في أراضي العبيدية، وهما: دير بن عبيد، ودير مار سابا، وتأكيد هؤلاء القادة، على الوحدة الوطنية، والأخاء بين أبناء الشعب الواحد.

تقارير مكاتب العلاقات العامة عن مثل هذه الزيارات، لا تفصح الكثير، ولكن وفقا لمراقبين، فان مثل هذه الزيارات، تكون عادة ردا على اشاعة ما، أو خرق، يستهدف الوحدة الوطنية.

ولكن ما حدث بعدها، فاق اسوأ التوقعات، فالبلدة كانت على موعدٍ، مع حدث، فاجأ أهالي البلدة، بعد اتهام سائق بالتحرش بفتاة، وما أعقبه مِنْ غضبٍ، أدى إلى تدخل سريع للقوة الأمنية المشتركة. هذا التدخل السريع، كان بشكل أو باخر، نتيجة الدروس المستفادة، مما وقع في بيت لحم، خلال شهر رمضان المبارك، فيما عرف بيوم الاثنين الأسود، حيث وقعت حادثة قتل الطبيب محمود السباتين، وردة الفعل من جانب عائلته التي تُعرف بفورة الدم، والتي استمرت ساعات، وامتدت إلى مناطق مختلفة في المحافظة، توفيت على هامشها مواطنة من مدينة بيت ساحور.

ووجهت، حينها، انتقادات، لأداء الاجهزة الأمنية خلال فورة الدم، التي استخلصت العبر مما حدث، وجهدت على ان لا يتكرر ما حدث يوم الاثنين الأسود.

رابطت القوة الأمنية المشتركة في بلدة العبيدية، عدة أيّام، وتعاملت مع الخروقات التي حدثت، وفيما كانت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيس بوك، تزخر بالأخبار العاجلة دون التأكد من صحتها، ونشر الاشاعات بدون ان ترف جفون ناشريها، تحلت وسائل الإعلام التقليدية، بما يمكن وصفه بالمسؤولية الاجتماعية، والمهنية، وتابع مراسلوها، بأعصاب مشدودة، مثل باقي مواطني المحافظة، ما يحدث في العبيدية، والنشر عن ذلك بحساب، حتى لا يؤدي أي نشر، إلى أي نوع من صب الزيت على النار، خصوصا وان الجهود لأخذ عطوة عشائرية باءت بالفشل.

ووجهت في الأسابيع الماضية، انتقادات حادة، من قبل وجهاء في محافظة بيت لحم، امثال داود الزير، النائب السابق في المجلس التشريعي، ومحمد اللحام، النائب الحالي في المجلس، لناشطي الفيس بوك، مؤكدين ان أي خبر صغير يمكن ان يشعل نارا كبيرة.

وراهن الشارع التلحمي، على ما يوصف بعقلانية أهالي العبيدية، وما تميزوا به من ميلهم لحل الاشكالات بدون استخدام العنف، ولكن هذا لم يحدث.

خلال الأيّام الخمسة الماضية، أعلنت الشرطة تعرض قوة لها للاعتداء، وتنفيذها لاعتقالات في العبيدية، والتحفظ على المتهم بالتحرش، ولكن ما لم يكن في الحسبان، وقوع حادثة أخرى في البلدة، تعرض فيها طفل إلى اعتداء، واشتعلت من جديد الماكينة الإعلامية للفيس بوك، منذ ليلة الاثنين الماضي.

تجنبت الشرطة، الاشارة إلى سبب التوتر الذي تشهده بلدة العبيدية، ومساء أمس قررت تنفيذ حملة أمنية كبيرة في البلدة، أسفرت عن اعتقال نحو 30 مواطنا، وهدفت إلى تطبيق القانون، ومنع تفاقم الأوضاع.

العبيدية التي يسكنها عرب ابن عبيد، الذين جابوا البرية سنوات طويلة وخبروها، وكانت أراضيهم تمتد حتى ينابيع الفشخة على البحر الميت، قبل سيطرة الاحتلال عليها، بنوا أوّل منزل في عام 1938، فيما يعرف الان بحوش جدوع، وواصلوا البناء، وحافظوا على العلاقات التقليدية، التي ربطتهم بأديرة الصحراء، ويعتقد الكثر منهم، ان البلدة قادرة على تجاوز الأزمة التي تمر بها الان، بكثير مِنْ الحكمة، وإفساح المجال لتطبيق القانون، وعدم أخذه باليد، وهي مهمة ليست سهلة، في ظل ماكينات التهييج، ونشر الاشاعات، والمفاهيم المغلوطة عن الرجولة، والشجاعة.

ما يجري في العبيدية، وكيفية التعامل معه، اختبار، لكثير من الجهات، ليس أوّلها فقط الأجهزة الامنية، ولكن أيضا وسائل الإعلام، والجهات العشائرية، ووسائل الاتصال الاجتماعي، التي أصبحت على المحك، اكثر من أي وقت مضى.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025