'كيسان'.. قرية يتهددها الاحتلال بالنسيان
عنان شحادة
لا خارج منها ولا داخل إليها، إلا عبر بوابة نصبها الاحتلال على مشارفها، فلن تصل بيتك إلا بتصريح ممن اغتصب الأرض واحتلها، تلك هي حكاية قرية كيسان كما يرويها رئيس المجلس القروي حسين غزال.
ويقول غزال لـــ'وفا'،إن القرية الواقعة شرقي مدينة بيت لحم، منكوبة، وسكانها يعانون الويلات أمام الهجمة الاستيطانية المتواصلة منذ العام 2000، والتي طالت البشر والحجر، فعدا عن الاستيلاء المستمر على الأرض، يقوم الاحتلال بتجريف مئات الدونمات على مدخل القرية الرئيسي لإقامة مصانع على أراضيها، الأمر الذي سيعزلها نهائيا عن محيطها.
وتقع قرية كيسان إلى الشرق من بيت لحم ويسكنها حوالي 800 نسمه، وتحدها مستوطنتان مقامتان على أرضها شرقا هما 'معالي عاموس' و'آفي مناحيم'، ونصف مساحة القرية الواقعة على 2 كيلو متر مربع تم الاستيلاء عليها لأغراض استيطانية، مع افتقار القرية لخدمات المواصلات، وشبكة كهرباء، وعيادة الصحية، وهو ما دفع رئيس المجلس القروي، لدعوة كافة الجهات لدعم صمود السكان بوجه مخططات استيطانية ستبتلع مئات الدونمات.
ويضيف غزال أن الاحتلال مستمر في سرقة الأرض بمختلف الذرائع، وهو ما دفع 15 عائلة للرحيل والبحث عن مكان للسكن، والأمر لا يقف عند حد منع البناء، فإخطارات الهدم للمنازل مستمرة، حتى التي تم تشييدها منذ سنوات، لافتا إلى أن 30 منزلا مهددة بالهدم في السنوات الخمس الأخيرة فقط، رغم وجود الأوراق الثبوتية الرسمية بالأرض .
بيئة غير صحية
وعن الوضع البيئي الذي أوجده الاحتلال في القرية لدفع سكانها لهجرها، يقول غزال، 'إن الوضع العام أصبح لا يطاق في القرية بسبب الوضع الصحي بفعل وجود 3 كسارات إسرائيلية تتسبب بالغبار الذي يغطي المنطقة كاملة، وخلق حالات من مرض الربو وضيق النفس، دفع الكثيرين لترك القرية بحثا عن مكان صحي، عدا عن تاثيرة على المزروعات والخسائر الجمة التي خلفها ذلك، إضافة إلى وجود مكب للنفايات قرب القرية أصبح يشكل مكرهة صحية، ورائحته الكريهة تزكم الأنوف على مدار الساعة.
الثروة الحيوانية مهددة بالانقراض
ويشير غزال إلى أن الاحتلال يتهدد السكان في مصادر رزقهم، حيث يعتمدون بالدرجة الأولى على تربية المواشي التي باتت تواجه مخاطر جمة بسبب منع الاحتلال المربين من الوصول إلى المراعي المخصصة في مناطق 'خلة القوار'، والسهل' التي تقع بمحاذاة مستوطنتي 'عاموس'، و'آفي مناحيم'.
ويضيف أن هذه الانتهاكات قلصت الثروة الحيوانية من 3 آلاف رأس من الأغنام إلى ألفين فقط، والرقم مهدد بالتناقص أكثر وأكثر، مع تواصل الانتهاكات.
وضع تعليمي صعب
ويشير غزال إلى أنه ومع استمرار منع البناء في القرية، فقد اضطر الأهالي إلى إغلاق روضة أطفال وتحويلها إلى مدرسة بمساحة 100 مار مربع، إلى جانب استئجار غرف ووضع بيوت متنقلة 'كرفانات' استخدمت كغرف صفية .
ويؤكد أن صعوبات جمة تواجه الطلبة لدى إنهائهم الصف العاشر والتوجه إلى مدارس بلدة تقوع، حيث يضطرون صيفا وشتاء للسير 5 كيلومترات، عدا عن تهديد حياتهم من قبل المستوطنين، والتي كان آخرها بحق الطالب معاذ إسماعيل غزال عندما دهسه مستوطن .
نائب مدير التربية والتعليم في بيت لحم صالح بلو، أشار إلى مأساوية الوضع في القرية، التي وضعت على أولويات الوزارة لبناء مدرسة جديدة، حيث تنتظر الوزارة استكمال كافة الاجراءات للبدء بالمشروع بعد أن وفر المجلس القروي قطعة أرض.
ويشير معهد الأبحاث التطبيقية 'أريج' إلى أن المساحة العمرانية في قرية كيسان تشكل نسبة ضئيلة من المساحة الكلية، حيث يمنع البناء فيها أو استصلاحها أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال إلا بتصريح خاص من الاحتلال.
ويفيد المعهد بأن القرية تعرضت لسلب المئات من الدونمات لبناء مستوطنتي 'معالي عاموس و'ومتسبيه شاليم' والبؤرة الاستيطانية 'ايبي هانخال'، عدا عن شق طرق التفافية مثل الشارع رقم 90 ورقم 3698 بطول 16.1 كيلومتر، إضافة إلى 428 دونما لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية غرب مستوطنة 'شاليم'.
ووفقا للمعهد، فإن جدار الضم والتوسع العنصري في حالة الانتهاء منه، سيسلب 87344 من أراضي القرية، أي ما نسبته 65.5% من أراضيها.