1500 عام تدوسها جنازير جرافات الاحتلال في بيت جالا
ضحى سعيد
1500 عام.. عمر شجر الزيتون الروماني المعمر في منطقة 'بير عونة' في بيت جالا غرب بيت لحم، شاهد على التاريخ والوجود الفلسطيني، لكن اليوم باتت مهددة بقرار الاحتلال الماضي في استكمال بناء مقطع جديد من جدار الضم والتوسع العنصري ليبلغ طوله 755مترا.
بالامس كان الجدار في وادي كريمزان ودير الراهبات يخلق وقائع على الأرض تمهيدا لسرقتها وضمها من قبل قوات الاحتلال، اليوم 3 آلاف دونم من الأراضي الزراعية في منطقة بير عونة تعود لعائلات الشتلة، وأبو غطاس، وأبو عيد، وأبو سعد، وأبو مهر، وخليلية مهددة بالمصادرة والتجريف واقتلاع الأشجار لضمها لمدينة القدس وجعلها امتدادا لمستوطنة 'هار جيلو' عبر تجريفها والبناء عليها.
وبحسب معهد الأبحاث التطبيقية 'أريج'، وضعت سلطات الاحتلال مع بداية شهر آب الجاري علامات جديدة على الأراضي الفلسطينية في منطقة بير عونة التابعه لمدينة بيت جالا، لاستكمال بناء الجدار العنصري في المنطقه، ويأتي هذا العمل عقب مرور شهرين تقريبا من إعلان العليا الإسرائيلية في السادس من تموز الماضي إعطاء الضوء الأخضر لوزارة جيش الاحتلال باستكمال بناء الجدار في منطقة وادي كريمزان وامتدادا حتى جسر النفق في بيت جالا، وذلك بعد انقضاء أعوام من المعارك القضائية في المحاكم الإسرائيلية ضد قرار حكومة الاحتلال بناء جدار العزل العنصري في المنطقة.
من جهته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ'وفا': 'منذ 8 سنوات يتهدد خطر الاستيلاء على هذه الأراضي لضمها لصالح جدار الضم والتوسع العنصري، ومحامو الهيئة يبذلون جهدا كبيرة لإلغاء مسار الجدار المخطط له بضم الأراضي الزراعية والأماكن الدينية في منطقة وادي كريمزان والولجة ودير الراهبات، و3 آلاف دونم من الأراضي الزراعية لمدينة القدس ضمن مخطط متكامل وممنهج لجعل هذا الأراضي وبعد السيطرة عليها امتدادا لمستوطنة (هار جيلو) لتوسيعها عبر تهجير الأهالي، وسرقة أرضهم وعزلهم، محذرا من هذه المخططات التي أصبحت بمثابة تطهير عرقي وتهجير قسري لصالح المستوطنين'.
وأشار إلى أن العليا الإسرائيلية كانت أصدرت قرارا بإلغاء مسار الجدار في هذه المنطقه، لكن دون أن يتحقق ذلك على الأرض، فنحن نتعامل مع احتلال وندرك أن هناك تنسيقا وتعاونا وتبادل أدوار لاستكمال المخطط، فقبل شهر تقريبا تقرر إعادة البناء من جديد دون احترام لقرار المحكمة العليا التي تمثل قانون الاحتلال في الوقت الذي لم تعتبر المحكمة ذلك تحقيرا لها ورفضت الاستئناف الذي قدمناه 3 مرات.
وشدد عساف على أن هذه الممارسات تعكس عدم احترام إسرائيل للمواثيق والقوانين الدولية، وعلى الأرض بدأت المعدات بالتجريف وقطع الأشجار، حيث تم قطع 100 شجرة زيتون روماني معمرة بالأمس دون أي اعتبار لمكانة هذه الشجرة وتاريخها، واعتماد العائلات عليها اقتصاديا لا سيما أن موسم قطف الزيتون على الأبواب.
وحذر عساف من خطورة هذه الإجراءات واستمرار سياسة التوسع وتكريس الجدار على الأرض وتأثيره على واقع الحياة اليومية للمواطنين من صعوبة التواصل وحركة التنقل وتأثيره الاقتصادي من إغلاق للعديد من المحال التجارية في المناطق التي خنقها الجدار، والخسائر المادية المترتبة على ذلك، إضافة إلى عدم قدرة المزارعين وأصحاب الأرض من الوصول إلى أراضيهم والاعتناء بها.
وأوضح أن سياسة السيطرة على الأرض من قبل الاحتلال لن تزيدنا إلا تمسكا بها، وإصرارا على حمايتها واستعادة ما سلب منها عبر تفعيل التضامن مع كافة الفعاليات والقوى الوطنية والمؤسسات والمزارعين أصحاب الأرض؛ للتصدي لأطماع الاحتلال بأرضنا وضمان عدم مصادرة المزيد منها، فهذه الأشجار والأراضي تؤكد تاريخنا في هذه الأرض.
وكان أهالي بيت جالا، وعدد من الفعاليات والقوى المدنية ورجال دين وكهنة ونشطاء، أقاموا اليوم قداسا دينيا بالقرب من الأراضي الزراعية في منطقة بير عونة التي جرفتها آليات الاحتلال الإسرائيلية، وسط تأكيدات الوقوف بوجه هذه المخططات الهادفة لمصادرة مزيد من الأراضي لصالح جدار الضم والتوسع العنصري.