الاقتحام يسرق فرحة الأطفال في طولكرم
هدى حبايب
لم تعلم الطفلة ياسمين أن فرحتها بشراء القرطاسية انتهت بالرعب، بسبب القنابل الصوتية التي أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي بكثافة إلى جانب القنابل المسيلة للدموع، بعد مداهمتهم لمدينة طولكرم ظهر اليوم الخميس، فانفجرت بالبكاء، وطلبت من والدتها العودة إلى البيت وهي تصرخ مخافة أن يصيبها مكروه.
حال الطفلة ياسمين ابنة السادسة، كان شعورا انتاب كل من تواجد من الأطفال في سوق شارع باريس، برفقة ذويهم لشراء مستلزمات المدرسة من الملابس والأحذية والقرطاسية، حيث حال جنود الاحتلال بإطلاقهم الكثيف للقنابل الصوتية وقنابل الغاز، دون إتمام فرحة هؤلاء بقرب حلول العام الدراسي الجديد بحلة الملابس والحذاء والحقائب الجديدة.
ويشهد سوق شارع باريس وهو من معالم طولكرم التجارية اكتظاظا بالمتسوقين سواء من مواطني المحافظة أو من فلسطينيي الداخل المحتل عام 48، وازدحاما بالسيارات، حيث صادف اليوم أيضا إعلان نتائج الإكمال لامتحان الثانوية العامة 'التوجيهي'، ما جعل التسوق في السوق اليوم ذا نكهة خاصة، فكانت الفرحة فرحتين ما لبث أن بددتها ممارسات الاحتلال بحق المتسوقين الذين سرعان ما تركوا التسوق وهرعوا يبحثون عن أماكن أكثر أمنا لأطفالهم.
ولم يقتصر الأمر على المتسوقين، بل ترك هذا الإجراء أثرا سلبيا على أصحاب المحال التجارية، الذين استبشروا خيرا بوضع اقتصادي جيد مع قدوم موسم المدارس وفرحة نجاح طلبة الإكمال، بعد حالة الركود التي انتابت الأسواق بعد انتهاء عيد الفطر السعيد.
واعتبر عدد من أصحاب المحلات التجارية الذين أغلقوا أبواب محالهم التجارية خشية من الغاز السام، أن هذا الإجراء يهدف إلى ضرب الاقتصاد بأي وسيلة، مشيرين إلى أن هذا الاقتحام ليس الأول ولن يكون الأخير.
وأكدوا أن قوات الاحتلال تتعمد اقتحام مدينة طولكرم في أوقات المناسبات وفي وقت الذروة أيضا، وهي على علم بأن الأسواق مكتظة بالمواطنين، بهدف تبديد فرحتهم، والتخريب عليهم وعلى التجار.
وأوضحوا أنه لم يكن هناك داع لإطلاق هذا الكم الهائل من القنابل الصوتية وقنابل الغاز التي بثت الرعب في نفوس كل من تواجد بالسوق خاصة الأطفال، وإصابة عدد كبير بالاختناق الذي تفاقم حدته مع الحرارة والرطوبة الشديدة التي تمتاز بها طولكرم، إضافة إلى أن هذا الوقت شهد ازدحاما بالمواطنين بصحبة أبنائهم الأطفال لشراء احتياجاتهم.
وأشاروا إلى أن هذا التصرف الغاشم أغضب الشبان فردوا بإلقاء الحجارة عليهم من أجل إبعادهم عن منطقة السوق.