اتفاق حماس اسرائيل (مش خيانة )! موفق مطر
الخداع والكذب (حلال شرعا) في عقيدة الإخوان المسلمين و(دينهم الخاص)، اما الباطنية فانها الشرط الأول المطلوب فيمن يرغب الانضمام للجماعة، ولا فرق بين أعضاء الجماعة المتعددي الجنسيات.
لا يشذ خالد مشعل كعضو في الجماعة بمرتبة رئيس مكتب سياسي لحماس (راس حربة الاخوان في فلسطين) - تم تداول اسمه لانتخابات مرشد الاخوان -عن هذه القاعدة، فهو قد كذّب على الرئيس ابو مازن مرتين، الأولى عندما أجاب الرئيس على سؤال حول ما ادعته اسرائيل عن مسؤولية حماس عن خطف وقتل المستوطنين الشبان في الخليل، وكذّب مرة اخرى عندما نفى للرئيس وجود اتصالات مع اسرائيل، في الوقت الذي كان لدى الرئيس كامل المعلومات عن المفاوضات وتفاصيلها، فهل يمكن اشراك رجل بهذه المواصفات بقرار يخص مصير الشعب الفلسطيني وقضيته ؟!.
انكشف خداع مشعل مرة على يد صالح العاروري ممثل جماعة حماس في تركيا، عندما اعترف – بشريط فيديو – بمسؤولية حماس عن عملية الخطف، وهدفها استدراج ضربة اسرائيلية قاصمة لمؤسسات السلطة الوطنية الأمنية واسقاطها، فيما فضحه لسانه حسب ما جاء في مقابلته الأخيرة مع صحيفة العربي الجديد.
يبرر مشعل ويشرعن الارتماء بحضن من كان يصفهم بالعدو الصهيوني، ويقدم لدولة الاحتلال الأهداف السياسية التي ابتغتها من حربها العام الماضي على الشعب الفلسطيني على طبق من ذهب، ويذهب الى تحليل الحرام واجازة الخيانة، فمفاوضات حماس مع (الدولة اليهودية) شرعية وخدمة وطنية (مش خيانة)! فهل من انقلاب على المفاهيم واستغباء لعقل الفلسطيني اشد واقسى من تبريرات مشعل للمفاوضات، كما جاء في حديثه الصحفي؟!
هدف اسرائيل من هذا الاتفاق ارجاع حماس لمهمتها الأصلية التي وجدت من اجلها قبل حوالي 30 عاما وهي نخر الحركة الوطنية الفلسطينية، واحداث الشروخ والتشققات فيها والانقسامات بأي وسيلة، حتى لو بالسيطرة بقوة السلاح – حدث ذلك بانقلاب 2007- لتصبح عسكري حراسة، ينسق امنيا معها لمنع اي (اعمال عدائية) ضدها – عودة لصيغة اتفاق التهدئة السابق معها، الذي رعاه محمد مرسي – مقابل تسهيلات احسنها رصيف عائم بمياه البحر على بعد ثلاثة اميال من الشاطىء، لن يستفيد منه الا قادة حماس في حركتهم من والى القطاع، وتجارها المتنفذين، ووعد اسرائيلي للاعتراف بدويلتها في القطاع، ومساعدة مشعل في عملية تجميل سياسية تجعله مقبولا لدى اوساط المجتمع الدولي..لكن ما يجب معرفته ان مشعل – وهو رئيس سياسة حماس - يعلم ويدرك جيدا أن اسرائيل تتعامل معه كمستخدم لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية، وانهاء قضية فلسطين والصراع مع المشروع الصهيوني، والغاء حق العودة، وشطر المشروع الوطني (دولة فلسطين المستقلة) الى شقين احدهما (قطاع غزة) لا صفة قانونية له، لأنه بعد اتفاق حماس مع اسرائيل سيخرج تلقائيا من خارطة دولة فلسطين ولن تكون له صفة في القانون الدولي، لأن حماس التي ستوقع الاتفاق مع اسرائيل لا تملك صفة تمثيل قانونية لدى المجتمع الدولي وحسب القانون الدولي، لأن الصفة التمثيلية الشرعية والقانونية هي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي عقدت اتفاقيات مع اسرائيل واعترفت بها دولة الاحتلال ذاتها كممثل للشعب الفلسطيني، والشطر الآخر الضفة بما فيها القدس حيث تكاد تكتمل فيهما مشاريع الاستيطان اليهودي وتهويد المقدسات، حيث سيقف اتفاق (حماس- اسرائيل) عائقا امام مليوني فلسطيني في قطاع غزة ويقيدهم ويحول دون مشاركتهم في القرار والمسؤولية الوطنية التاريخية في الصراع.. بمعنى آخر اجتثاث قطاع غزة بمواطنيه المليونين جغرافيا وسكانيا، والأفظع من ذلك اغتيال عقيدة الانتماء لفلسطين التاريخية والطبيعية. وما تكرار مصطلحات جماعة حماس كمقولة " الشعب الغزي " والتركيز على معاناة غزة دون غيرها من معاناة الشعب في كل ارجاء الوطن الا تعبير عن مدى نجاح (اسرائيل - الاخوان) في مؤامرة انفصال وانفصام الوعي الوطني تمهيدا للانفصال الجغرافي السكاني، كخطوة تسبق شطب قضية فلسطين والغاء حق العودة، ومن يدري فقد يتم مسح القدس العربية من ارشيف الذاكرة اصلا.
اتفاق حماس اسرائيل صحيح، لأنه ببساطة اتفاق مصداقية _ ومش خيانة - لباطنية ومخادعة جماعة الاخوان المسلمين، وجماعة الاخوان اليهود.