بحث تحضيرات وضع لفتا وعين كارم على لائحة التراث العالمي
بحثت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، اليوم الأحد، خطوات وآليات إدراج بلدتي لفتا وعين كارم على لائحة التراث العالمي والذي تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، بهدف حمايتها من الاعتداءات المستمرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والرامية إلى تزييف الحقائق وسرقة التاريخ والتراث والثقافة العربية الفلسطينية المتجذرة منذ ما قبل مجيء الاحتلال إلى فلسطين.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن عدد من الوزارات والمؤسسات الشريكة من وزارة الثقافة، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الإعلام، ومحافظة القدس، وهيئة الموروث الثقافي جمعية لفتا الخيرية/ فلسطين، وجمعية أهالي عين كارم/ فلسطين، ومؤسسة رواق.
وافتتح الأمين العام للجنة الوطنية مراد السوداني الاجتماع بالقول، إن دورنا الوطني وواجبنا الأخلاقي كمثقفين وكتاب وأدباء وروائيين ومختصين في الشؤون التربوية والثقافية والعلمية وحماية التراث والإرث الفلسطيني يحتّم علينا تحمّل المسؤولية الوطنية والأخلاقية والمهنية تجاه حماية بلدتي لفتا وعين كارم، والعمل على توفير ما لزم من وثائق وخرائط ومستندات وتوثيق للآثار والمعالم والتاريخ الشفوي والرواية التاريخية، لإعداد ملف كامل يسهم في تفنيد المزاعم الإسرائيلية، ووضعها تحت تصرف مندوب فلسطين الدائم لدى اليونسكو في معركة الدفاع عن حقنا وتاريخنا وتراثنا وثقافتنا.
من جهته أشار وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة إلى أن أبرز اشكاليات العمل على هذه الملفات هو انعدام الرواية الفلسطينية الموحدة بسبب تبعثر الجهود وعدم تكاملها مع بعضها لذلك لا تحظى الملفات الفلسطينية بالقوة واللازمة لتسجيل المواقع الفلسطينية على لائحة التراث العالمي، واقترح بدوره تشكيل فريق مختص من الباحثين ومختصين مهمتهم رصد وتوثيق كافة المواقع والبلدات والقرى في فلسطين التاريخية.
وطالب مدير عام التراث في وزارة الثقافة يوسف الترتوري باتخاذ خطوات تصعيدية مهمتها فضح الاحتلال ومحاولاته لتهويد بلدتي لفتا وعين كارم، وتسلط الضوء أكثر على اعتداءاته المستمرة في هدم وتغيير وإزالة المعالم الأثرية وتزييف الحقائق، كما طالب بتوجيه رسالة احتجاج رسمية لمنظمة اليونسكو ضد الإجراءات الإسرائيلية وفضح هذه الاعتداءات أمام لجنة التراث العالمي، وأكد ضرورة وضع خطة شاملة لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لتسجيل أي مواقع أخرى على أنها مواقع إسرائيلية على لائحة التراث العالمي.
إلى ذلك أكد رئيس هيئة حماية الموروث الثقافي بجمعية لفتا يعقوب أحمد عودة، أن إسرائيل ماضية في تقديم ملف بلدة لفتا وتسجيلها كموقع أثري إسرائيلي على لائحة التراث العالمي خلال الأشهر القليلة المقبلة وقبل نهاية العام، واقترح تقديم ملف لفتا كموروث فلسطيني مهدد بالخطر على لائحة التراث العالمي، كخطوة استباقية لعرقلة المحاولات الإسرائيلية.
من ناحيته أوضح أحمد الرجوب/ وزارة السياحة والآثار، أنه بالرغم من كل الصعوبات فذلك لا يمنع إعداد ملفاتنا الفلسطينية ووضعها لدى مندوب فلسطين الدائم لعرضها على لجنة الترشيح والاعتماد في اليونسكو، الأمر الذي من شأنه أن يعرقل المطلب الإسرائيلي ويمكن أن يحول دون تنفيذ تسجيل البلدتين كموقعين إسرائيليين على لائحة التراث العالمي.
وتناول المجتمعون ورئيس جمعية عين كارم ثابت محمد عبيد ضرورة وضع آلية تنفيذ للأفكار المطروحة، وأن يتم تشكيل لجنة فنية لمتابعة الملفات ذات العلاقة.
كما أشار ممثل جمعية 'رواق' خلدون بشارة إلى التقصير المؤسساتي في هذا الاتجاه، وضرورة ان يكون العمل جادا بما يليق بنا ويحول دون استهداف أرضنا وتراثنا.
واختتم الاجتماع بعدة توصيات كان أبرزها إعداد كافة الوثائق والمستندات والخرائط، وإعداد التقرير الفني بشكل كامل، وتوزيع المهام بين مختلف الجهات الرسمية المشاركة، وتعيين لجنة فنية للمتابعة، وإعداد حملة إعلامية للتعريف بوضع قريتي لفتا وعين كارم، والتواصل مع المنظمات العربية والإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو، أيسيسكو) واللجان الوطنية العربية، لإطلاعهم ومشاركتهم في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.