مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

'نصف جبيل' ‎مسيحية مسلمة

فاطمة إبراهيم

في 'عليّة أم نصار'، المبنية قبل قرن من الزمن في قرية نصف جبيل إلى الغرب من نابلس، رواية غريبة.

العليّة التي شيدت عام 1911، وتكاد تخلوا من دبيب الحياة، إلا من شهيق أم نصار وزفيرها وصور ابنائها وبعض الذكريات؛ يروى أنها أنشأت مع باقي منازل القرية فوق مدينة أثرية طمرت منذ مئات السنين.

اليوم تنقل أم نصار هذه الرواية مع تباهيها بسكناها في بيت كان من أكبر بيوت البلدة وأجملها، وتقول 'تزوجت في سن مبكرة، وأنجبت أبنائي كلهم في هذا المنزل، ربيتهم وحيدة لظروف عمل زوجي في الكويت. اليوم لا أقوى على صعود الدرج إلى الطابق العلوي، وقدماي لا تحملاني وأشعر بدوار. بخاف أطلع'.

نصف جبيل، التي لا يزيد عدد سكانها عن 500 نسمة وأصل تسميتها محل خلاف، تبعد عن نابلس حوالي 17 كم، وتحدها قريتا سبسطية وبيت أمرين، وكانت حتى عهد قريب ذات غالبية مسيحية، لكن هجراتٍ منها واليها غيرت ديمغرافيتها، حتى لم يبق فيها سوى أربع نساء يعتنقن المسيحة، ثلاث منهم يغادرنها لفترات طويلة ويعدن لزيارتها بين الحين والاخر، ووحدها ام نصار ترفض ترك القرية رغم دعوات أبنائها لها بالعيش معهم.

ترفض أم نصار الثمانينية عروض المدن، لأن سكانها يقطنون في 'عُلب' لا تقوى على العيش فيها، وبابٌ يفضي حين تستفيق صباحاً إلى ساحة تحفها أشجار ونباتات أفضل من الدنيا وما فيها. في هذه البلدة خُلقت، وتربّت، وتزوّجت، وربّت، فكيف ستبرحها للمدينة'.

معظم سكان نصف جبيل المسيحيين هجروها، إما للعمل أو العيش في تجمعات مسيحية، كما سكنها قديما أناس من قريتي برقه وبيت امرين المجاورتين، بحسب الروايات التاريخية القليلة التي تحدثت عن القرية .

لا دلائل تؤكد صحة قصة اندثار نصف جبيل بعد أن اجتاحها طوفان، ولا معلومات موثقة تثبت أو تنفي هذه الرواية، غير أن حفريات يقوم بها 'مركز الفسيفساء في القدس'، دللت على وجود أسوار وغرف أسفل البيوت القائمة، دون أن يتم تحديد الحقبة التاريخية التي تعود لها تلك الآثار.

يقول معين عوايص نائب رئيس المجلس القروي لنصف جبيل، إن شبان البلدة يحاولون تنشيطها سياحيا وربطها مع قرية سبسطية القريبة، هناك بعض البيوت التي انتهينا من ترميمها. ويضيف 'الرواية الشعبية الشفهية تقول إن نصف جبيل جرفها الطوفان وطمر جزءاً كبيراً منها. هذه البلدة مقامة على بلدة أو مدينة أخرى'.

فقرة صغيرة في كتاب 'بلادنا فلسطين' لمصطفى الدباغ، ذكرت أن القرية سنة 1903 كانت تضم مدرستين إحداهما فرنسية والأخرى انجليزية، إضافة إلى كنيستين ومسجد 'المسجد العمري' و'مقام الخضر' و3 ينابيع ماء.

إن سألت أهل القرية سيذكرون هذه المعلومات حرفيا مع قصة الطوفان، لكن أحداً منهم لا يقدر على تحديد السنة التي حدث فيها، إن حدث فعلا، حتى كبار السن أولئك الذين يمكن أن يُعتمد عليهم في توثيق تاريخ القرية شفهيا ماتوا، قبل أن يتم التوثيق، لتظل نصف جبيل القرية الأثرية المسيحية المسلمة.

لمتابعة القصة:

http://www.wafa.ps/humanity/atemplate.php?id=203420

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024